كانت حتمية التصعيد موضوعا للنقاش بعد سلسلة من الأحداث. فمنذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول من العام السابق، شن وكلاء مرتبطون بإيران 165 هجوما على القواعد الأميركية في العراق وسوريا، ولم تسفر جميعها عن أي وفيات مباشرة. بيد أن هذا النمط تغير بشكل درامي هذا الأسبوع، حين استهدفت غارة بطائرة دون طيار مهاجع الجنود في "البرج 22"، وهي قاعدة أميركية شمال شرقي الأردن بالقرب من الحدود السورية، ما تسبب في مقتل ثلاثة جنود وإصابة أكثر من 30 آخرين، في حادث هو الأخطر بالنسبة للقوات الأميركية منذ تزايد الأعمال العدائية، وهو ما يمثل تصعيدا كبيرا.
هذه المرة، فشلت الدفاعات الجوية الأميركية في إنقاذ الموقف ومنع وقوع إصابات بين الأميركيين، ولم يواتهم حظٌ كما حدث في المرات الـ164 السابقة، أو هذا هو التحليل الذي سيُقَدم على الأقل. إلا أن توقيت الهجوم وموقعه يشيران إلى احتمال أنه لم يكن مجرد "حادث عرضي"، بل كان جهدا متعمدا من جانب إيران لتصعيد التوترات في المنطقة.
وحتى من دون النظر إلى العدد الكبير من الضحايا الذين تكبدتهم القوات الأميركية، فإن هذا الهجوم يعتبر مهما ومختلفا عن الأنماط السابقة. ويرجع ذلك أولا وقبل كل شيء إلى الموقع؛ فبينما نُفذت جميع الهجمات المرتبطة بإيران ضد القوات الأميركية في سوريا والعراق، نُفذ هذا الهجوم في الأردن. وتقع القاعدة التي هوجمت (البرج 22)، في منطقة استراتيجية، بالقرب من الحدود مع العراق وسوريا.