في 28 يناير/كانون الثاني الجاري، استهدف هجوم شنته الميليشيات المتحالفة مع إيران قوات أميركية في "البرج 22" شمال شرقي الأردن، فقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأميركية وأصاب أكثر من 30 آخرين، ما فاقم بشكل كبير التوترات القائمة أساسا في قطاع غزة.
وسرعان ما أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق"، وهي مجموعة من الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا تدعمها إيران، مسؤوليتها عن الحادث. وربطت في بيانها بوضوح بين الهجوم وتصرفات إسرائيل في غزة، مما يشير إلى أن هدف إيران والميليشيات التابعة لها هو الضغط على الرئيس الأميركي جو بايدن ووضعه في مأزق، فإما أن يضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وإما يواجه تصعيدا إيرانيا مستمرا في العراق وسوريا بهدف طرد القوات الأميركية من كلا البلدين.
ليست الهجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا من قبل الميليشيات المدعومة من إيران حدثا طارئا، وقد اعترفت "المقاومة الإسلامية في العراق" بتنفيذ 178 هجوما، وهو رقم يتوافق بشكل وثيق مع البيانات التي جمعها خبراء في "معهد واشنطن". وطوال فترة الصراع في غزة، استخدمت هذه الميليشيات تكتيكات مختلفة، بما في ذلك الهجمات الصاروخية والطائرات دون طيار ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا. وتعتبر الصواريخ مثيرة للقلق بشكل خاص بسبب عدم دقتها، مما يزيد من احتمالية حدوث عواقب وخيمة وربما إثارة ردود فعل كبيرة من الجيش الأميركي. وفي المقابل، توفر الطائرات دون طيار قدرا أكبر من الدقة، مما يمكّن الميليشيات من استهداف القوات الأميركية مع تقليل أخطار العواقب غير المقصودة.