بدأ عام 2024 على وقع حربي غزة وأوكرانيا، بعدما كانت سنة 2023 سنة الزلازل والتغيرات المناخية، تماما كما كانت سنة المواجهات والانقلابات واحتدام الاستقطاب الدولي.
وتحمل سنة 2024 (السنة الانتخابية بامتياز من موسكو والبرلمان الأوروبي إلى نيودلهي وواشنطن) في طياتها إشارات القلق والخوف من الأسوأ، إذ إن نتائج بعض الانتخابات خلالها يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصراعات، خصوصا إذا ترابطت مع التصعيد في الشرق الأوسط وغيره من مسارح النزاعات.
أما في آسيا التي ستتركز عليها الأنظار في القرن الحادي والعشرين، فقد بدأ العام الجديد مع التصريحات النارية عبر تأكيد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أن إعادة توحيد الصين وتايوان "حتمية تاريخية" (أتى الجواب في انتخابات تايوان الرئاسية لصالح الاستقلاليين)، وتلويح زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بسحق الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بالكامل إذا اختارتا المواجهة.
والأدهى أن المواجهات والصراعات والتحولات العالمية التي تدور في مخاض تشكيل نظام دولي جديد تجري من دون بوصلة ومن دون حوكمة ومن دون وجود حوار وحد أدنى أو اتفاقات شبيهة باتفاقات "ستارت" لتخفيض الأسلحة الاستراتيجية والنووية بين قطبي الحرب الباردة السابقة.