مرة أخرى، تحتل رقصة التجارة العالمية المعقدة، وهي رقصة أطرافها سلاسل الإمداد والترابطات الاقتصادية، مركز الصدارة. عندما اجتمع قادة بارزون في دافوس لمناقشة مستقبل العولمة، تكشفت سلسلة أزمات يهيمن عليها البحر الأحمر وتايوان وبنما. ذلك أن هذه النقاط الجيوسياسية الساخنة، التي يتردد صداها مع أصداء النزاعات وأهميتها الاقتصادية، تهدد بإلقاء ظلالها على التعافي الموقت من التضخم والاضطرابات العالمية الأخيرة.
على الرغم من التفاؤل المبكر بأن سلاسل الإمداد قد عادت إلى الاستقرار نوعا ما، فرضت التطورات الأخيرة في منطقة البحر الأحمر مرحلة جديدة من عدم اليقين. التوقعات الإيجابية لمنظمة التجارة العالمية الصادرة في أكتوبر/تشرين الأول، تواجه الآن الواقع القاسي المتمثل في تصاعد التوترات الجيوسياسية والاضطرابات في الشرايين البحرية الحيوية. وتحوم تحديات حول توقعها نمواً بنسبة 3,3 في المئة في تجارة البضائع العالمية هذه السنة.
صارت الهجمات التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر على السفن التجارية التي يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل، أعمالا تخريبية. وهذا لا يؤثر في التجارة العالمية فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى ارتفاع تكاليف النقل البحري. وتشهد طرق الشحن تغييرات إذ تختار شركات النقل بدائل أطول وأكثر تكلفة، مثل الطواف حول رأس الرجاء الصالح.