-
ما طبيعة مشاركتك في الدورة الأخيرة من "فن أبوظبي"؟
شاركت بمجموعة من الأعمال مع "أثر غاليري" الذي أعمل معها عادة في السعودية، وعرضت أعمالا قديمة وحديثة هي عبارة عن صور فوتوغرافية وصور "كولاج" كوني أميل إلى مسألة اللعب بالصور الفوتوغرافية والأشكال والألوان، ومحاولة تقطيع اللحظة مونتاجيا، باعتبار أن الصور الفوتوغرافية هي صورة لحظة واحدة، إلا أني عملت على لحظات أخرى وجديدة، وكنت متحمسا لأرى مدى تفاعل الجمهور مع العمل.
كما شاركت بعمل فوتوغرافي وتركيبي ضمن معرض "غابة متجمدة" وهو عمل يحمل عنوان "أحفورة الوقت" وجاء من منطلق أن الصورة الفوتوغرافية هي أحفورة للحظة معينة يمكن تجميدها وإبقاؤها كما هي على مدار السنوات، فجاء العمل عبارة عن صور كثيرة يظهر فيها تسلسل فوتوغرافي للغة، بجانب صور للنقوش على الجبال، وصور أخرى لكتابات على كتب وصور كتابات على الجدران، ثم نصل إلى صور وكتابات وخربشات غير مفهومة على الجدران. وكان هناك تحليل للغة وكيف أن اللغة تتغير وتتشكل إلى أن تصل إلى ما وصلنا إليه الآن، وفيها أيضا فكرة ومقاربة وتساؤل: هل النقوش القديمة التي على الجبال هي بأهمية الفن الغرافيتي ورسوم الشوارع الأخرى أم لا؟
وأستمر في العمل بهذه الطريقة، فهناك صور لناس وصور لفزاعات في المزارع وصور لمجسّمات تشبه البشر، في محاولة لتحليل الشكل البشري أو الوجود الذي ينتهي من وجود حقيقي إلى أثر.
أعمال مركبة
-
كيف تمزج في عملك بين صناعة الأفلام والفيديو والتصوير الفوتوغرافي والتركيب والكتابة؟
هذا التداخل في الممارسات نابع من هوسي بها، وحبي للاستكشاف والتجريب المتواصلين، فقد بدأت بالتصوير الفوتوغرافي وصناعة الأفلام ووجدتني أميل إلى الإمساك بالكاميرا والمونتاج والتحرير، وكذلك صناعة الأدوات التي أحتاج إليها في الفيلم، والآن أصبحت أضع كل تلك الأشياء داخل أعمال مركبة، وكأنني أفتح الفيلم بشكل ثلاثي الأبعاد وأضعه في مساحة تسمح لنا بالتجوال في داخله وفي داخل القصة والقصيدة.
-
بدأت مبكرا بالاهتمام بقضايا البيئة، فما الأسباب وراء ذلك؟
أنا ابن فلاحين، وما زلت أعيش في الأحساء في محترف وسط حديقة، هذه المسؤولية تجاه الأرض والإنسان هي مسؤولية وجودية بالنسبة إليّ، وهي ضرورية كالتنفس. سواء أكانت المواد طبيعية أم غير طبيعية، فأنا متمسك بمبدأ إعادة الاستخدام. وفي اعتقادي لدينا كل شيء في هذا العالم، وهناك الكثير من المواد ولا نحتاج لتصنيع شيء جديد. هذه طريقة الفلاحين والطيور في التفكير، التي تقوم على بناء شيء ما من البيئة المحيطة من أغصان وحديد وبلاستيك وتطويع كل الأشياء ونسجه بطريقة خلاقة.
ثنائيات فنية
-
لماذا تجمع في أعمالك بين الثنائيات مثل الريف والمدينة، الصورة والصوت، التقاليد والحداثة؟
الحياة فسيفساء جميلة من المتشابه والمضاد، ومن أشياء جميلة ومدهشة قد تخرج من بينهما. أحب الشدّ والتوتر الذي ينتج من جمع القديم والجديد، الصناعي والطبيعي، الفكري والمشاعري.
من الحقل، المدرسة، ذكريات الطفولة، الحكايات، الحياة اليومية، الأخبار، المحادثات العابرة مع الناس، الأفلام، الموسيقى، الشعر، الطعام، والأسواق، لأني أحاول دائما أن أكون منفتحا على العالم.
-
هلا أوضحت لنا طبيعة عملك، "ثمرة المعرفة"، الذي عرضته هذا العام في "غاليري منور" في باريس خاصة أنه يعكس فلسفتك عن الحياة؟
العمل عبارة عن فيلم من صور متحركة لرسومات على الرمل، ويعرض الفيلم على رمل كذلك، ليوحي المشاهد أن الرسومات تحدث أمامه الآن، ويحكي الفيلم قصة بلبل يسمع أسطورة تجعله يحاول الحصول على المعرفة الكونية كلها مرة واحدة، ليتعلم من خلال القصة أن في رحلة البحث والوقت لذة وضرورة. إن فيلم الصور المتحركة يتطلب مني البطء والتأني، خاصة أنني جربت خلال مراحل صناعتي للعمل، شعور الطائر كذلك جربت مشاعر التأني والصبر للوصول للإتقان.