دمشق: شهد عام 1971 عرضين فنّيّين خالدين في الذاكرة العربيّة، أحدهما مسرحيّ للنجم المصريّ عادل إمام في مسرحيّته الشهيرة "مدرسة المشاغبين"، والثاني تلفزيونيّ، للنجم السوريّ دريد لحّام في المسلسل الكوميديّ الشهير "صحّ النوم،" الذي كتبه شريكه في ثنائيّ "غوّار الطوشة وحسني البورظان" الفنّان الراحل نهاد قلعي. مات نهاد قلعي منذ سنوات طويلة، وتوفّي نجوم "صحّ النوم" كلّهم، ومعهم كلّ نجوم "مدرسة المشاغبين"، مثل سعيد صالح، سهير البابلي وحسن مصطفى، وبقي النجمان عادل إمام ودريد لحّام يعملان بشكل متواصل إلى أن أعلن إمام اعتزاله العمل الفنّيّ مطلع هذا الأسبوع، بعد تكريمه في مهرجان Joy Awards في المملكة العربيّة السعوديّة، مُحدِثا صدمة كبيرة - ولو أنّها كانت متوقّعة - لدى ملايين المعجبين والمحبّين في العالم العربي من مشرقه إلى مغربه.
بفارق يومين، افتتح دريد لحّام فيلمه الجديد، "يومين"، في العاصمة السوريّة دمشق، وهو على مسافة أيّام قليلة من بلوغه سنّ التسعين. وقد أحدث ظهور لحّام على خشبة المسرح صدمة أيضا لم تكن متوقّعة لدى معجبيه ومحبّيه. فصفّق له الجمهور طويلا، وهتف بعضهم "غوّار... غوّار"، وقد غنّى معهم جزءا من أغنية "بكتب اسمك يا بلادي" التي غنّاها قبل قرابة نصف قرن في مسرحيّته المعروفة "كاسك يا وطن".
أبو سلمى
في "يومين"، يظهر لحّام بشخصيّة أبي سلمى، الرجل المسنّ الذي يعمل في نقل الفواكه والخضروات من إحدى القرى المجاورة لمدينة دمشق، وفيها يتعرّف إلى طفلين هاربين من الفقر، ومن تعنيف أبيهما. يقدّم إليهما الطعام، فيتعلّقان به، ويركبان سيّارته خلسة، ويقتحمان حياته، طلبا للأمان والدفء في بيته. ويدّعيان أمام أهل القرية كذبا أنّه أنقذهما من عصابة خطف ومتاجرة بأعضاء بشريّة، فتهلّل القرية لمنجز بطلها المزعوم، ويصل الخبر إلى وسائل التواصل الاجتماعيّ، مما يلفت انتباه السلطات التي تقرّر إرسال مندوب إلى القرية المنسيّة لتكريم البطل.