بات أمرا شائعا ومقبولا على نطاق واسع اليوم وصف حل الدولتين بأنه "ميت". وقد فقدت فكرة أن دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية يمكن أن تتعايشا جنبا إلى جنب، وكذلك مجرد التفكير بإمكانية إنشاء دولة فلسطينية في المستقبل، فقدت مصداقيتها، بسبب سنوات من تكريس الأمر الواقع واليأس والعنف- ناهيك عما تقوم به مختلف الجهات الفاعلة التي تعمل بنشاط على دفن هذا الحل الذي لا يزال أكثر حلول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قبولا. وقد كان الحال كذلك حتى قبل هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول التي شنتها "حماس" وما تلاها من هجوم إسرائيلي على غزة.
ولكن عند قراءة ما بين السطور في إسرائيل، يستطيع المرء أن يستشعر أن مسألة الحل الثنائي التي ظلت خامدة فترة طويلة بدأت تعود إلى السطح. كما أن هناك جهات فاعلة عديدة شرعت في تحديد مواقفها من حل الدولتين أو تنشط بشأنه.
"فرصة تاريخية" للمستوطنين
في الضفة الغربية، بلغ العنف مستويات غير مسبوقة. ومن الواضح أن الجناح الأكثر تطرفا في حركة الاستيطان الإسرائيلية رأى في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول فرصة تاريخية لممارسة الضغط على الفلسطينيين، والتأكد من موت حل الدولتين مرة وإلى الأبد. فحل الدولتين برأيهم ليس "ميتا بما فيه الكفاية". وفي أحدث تقرير صدر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أشارت الأمم المتحدة إلى أن وتيرة الهجمات (بدءا من الحوادث المحدودة إلى الهجمات الأكثر خطورة) تضاعفت من ثلاث حوادث في اليوم السابق على 7 أكتوبر/تشرين الأول إلى سبع حوادث في اليوم بعد هذا التاريخ. ثم استقر على هذا الارتفاع منذ ذلك، لكنه لا يزال أعلى من المتوسطات السابقة.