نجح حزب بهاراتيا جاناتا الهندي، الذي يحكم البلاد منذ عام 2014 والمعروف بأجندته القومية الهندوسية، في حشد مؤيديه مرة أخرى، حين افتتح رئيس الوزراء ناريندرا مودي، يوم 22 يناير/كانون الثاني الحالي، معبدا مخصصا للإله الهندوسي رام، في الموقع السابق لمسجد بابري الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، والذي هدم قبل 31 عاما.
وأقيم حفل تدشين "معبد الإله رام" وسط أناشيد تعبدية وبحضور مجموعة متنوعة من السياسيين ورجال الأعمال ومشاهير السينما والرياضة والمسؤولين الحكوميين والمعلمين الهندوس والسادهو (الزاهدين) الذين تمت دعوتهم إلى مدينة أيوديا، التي تقع على بعد حوالي 700 كيلومتر من نيودلهي في الهند، بولاية أوتار براديش الشمالية.
وقد اختار حزب المؤتمر المعارض وبعض الحلفاء عدم الحضور، معتبرين أنه حدث يخص فقط حزب بهاراتيا جاناتا ومنظمة التطوع الوطنية (RSS) اليمينية المتطرفة. ومع اقتراب الانتخابات البرلمانية بعد ثلاثة أشهر، اعتبر غيابهم رغبة في تجنب طغيان شخصية مودي التي ستهيمن في الحفل الذي حظي بتغطية تلفزيونية واسعة النطاق وحضور رفيع المستوى.
وقدم التلفزيون الحكومي تغطية حية للحفل الذي أطلق عليه اسم "بران براتيشثا" (ضخ الحياة في المعبود، وفقًا للمعتقدات الهندوسية) ونشر تعليقات مليئة بمديح مودي.
وإزاء بلاغة رئيس الوزراء أثناء إلقاء خطابه وأدائه صلاته، بدا أصحاب المليارات ومشاهير الشاشة أقزاما مقارنة بحضور مودي الملحمي، حين أعلن مودي أن "هذا المعبد يجسد الوعي الوطني من خلال رام. وأن الرب رام هو تجسيد للإيمان والأساس والمفهوم والقانون والوعي والفكر والشرف وروعة الهند".
واستعدادا لهذا الحدث، بدأت الحكومة جهود تعبئة واسعة النطاق لضمان نجاحها الكبير وتعزيز مكانة مودي العامة. وفي بداية الحفل، أمطرت المروحيات العسكرية الهندية بتلات الزهور على الحضور. وفي جميع أنحاء الهند، اشتعل الحماس من خلال استضافة فعاليات تحت عنوان "أيوديا" في مدن وقرى مختلفة. ووصف حزب بهاراتيا جاناتا والجماعات المتحالفة معه هذا الحدث بأنه إحياء للثقافة الهندوسية. وأكد مودي أن "علينا أن نضع الأساس للهند لألف سنة قادمة".
وأعلنت الحكومة إغلاق الوزرارات والمؤسسات الحكومية لمدة نصف يوم، في حين احتفلت البنوك والمستشفيات والمدارس وبعض الشركات أيضا بنصف يوم عطلة، بما في ذلك سوق الأوراق المالية والبنك الاحتياطي الهندي (RBI). وأعلنت بعض الولايات حظرا على استهلاك اللحوم وبيعها.
حملة استمرت لعقود
وقد جرى بناء معبد رام على نفقة صندوق أنشأته الحكومة الهندية، ويقع على موقع مساحته 2.7 فدان داخل مجمع واسع يغطي مساحة 70 فدانا. وفيما يقول أنصار المعبد إن مسجد بابري بني في المكان الذي ولد فيه رام، لم يجد المؤرخون والعلماء البارزون أي دليل يدعم هذا الادعاء.