لا يختلف بيان "الأسف السوري" الصادر من وزارة الخارجية في دمشق عن محتوى خطاب الرئيس السوري بشار الأسد في أغسطس/آب من العام الماضي، والذي حمل في سطرين منه جملة اعترافات من ضمنها إقرار صريح بحضور تجارة المخدرات في سوريا كــ"عبور واستيطان"، وأنها "موجودة لم تتوقف". ومضي الأسد مقرا بضعف الدولة التي يترأسها واضعا هذا الضعف كسبب موجب لازدهار تجارة المخدرات.
المدهش في تصريحات الرئيس السوري، استطراده على كل ما قاله بقوله: "إن هذا شيء طبيعي"، ثم يضيف اللازمة التي اقتبسها بيان الخارجية السورية الأخير ليقول: "لكن من يتحمل المسؤولية في هذه الحالة هي الدول التي ساهمت في خلق الفوضى في سوريا وليست الدولة السورية".
بيان الخارجية السورية الذي حمل استهلاله "الأسف الشديد" على ضربات جوية وجهها سلاح الجو الأردني إلى قرى ومناطق في الداخل السوري. حمل أيضا اتهامات صريحة فاجأت الأردن، مفادها عدم "استجابة الجانب الأردني" لمبادرة دمشق باتخاذ خطوات عملية من أجل ضبط الحدود. بل أضاف بيان خارجية دمشق أن رسائل سوريا تم تجاهلها أردنيا دون أي رد من عمّان.
دهشة في عمان
هذه الجزئية غالبا، أثارت استفزاز– كما دهشة- عمّان، فردت ببيان من خارجيتها على "بيان الأسف" السوري، تؤكد فيه شكوى الأردن المستمرة والمتكررة منذ أعوام من تجاهل دمشق لكل رسائل الأردن المطالبة بالتعاون لا في موضوع الحدود والتهريب فقط، بل في محاور عديدة. الجواب كان دائما "الصمت" والتجاهل وعدم الرد وهو روتين دمشق في الرد.