"إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (سورة القمر)، هذا كان مبدأ حسين ماضي في الفن. وهذا كان معياره لتقييم اي فن أو عمل إبداعي، أو يدّعي الابداع. كل شيء بقدر. وكل قدر له وضوحه وألوانه.
في الأحرف التي سبكها نجوما على الورق، أو حتى الألوان التي أسالها كماء سلسبيل ينحدر من قوس قزح.
وعالم حسين ماضي (1938-2024) له باب واحد ونوافذ كثيرة.
كان بابه اللطف والادب والحب، ونوافذه تشرف، لا بل تشرق، على الدنيا من زوايا ومرايا لا تنتهي.
لم تدخل الألوان والأشكال وحدها عالم حسين ماضي. دخله أيضا الطعام والشراب والثياب والأثاث المنزلي وحتى الشعر والموسيقى.
عند باب المنزل المطلّ على الجامعة الأميركية في بيروت، وكان لديه أجمل إطلالة على البحر تزينها الجامعة وقرميدها وأفق بحر بيروت، ورسمه فجعله أجمل. تقترب فتسمع ألحانا قلما أو نادرا ما تسمعها في مكان آخر:
العازف والمطرب الصوفي الأذري الرائع عليم قاسيموف أو الإيراني الصوفي محمد رضا شجريان المتقد، الذي يصدح صوته وتلمع آلات موسيقاه بالشرر من فرط جمال مقاماتها.