في 15 يناير/كانون الثاني، ظهر لاعب جديد على مسرح العمليات في جنوب لبنان، بعدما أعلن تنظيم يدعى "كتائب العز" عن ولادته ببيان رسمي تداولته وسائل الإعلام وشبكات التواصل، وعن تنفيذه عملية ضد الجيش الإسرائيلي داخل الشريط اللبناني الضيق الذي لا يزال محتلا في مزارع شبعا. وبذلك، فإنه ينضم إلى الفصائل والأذرع العسكرية الناشطة هناك. وحتى اللحظة لا يزال الغموض يكتنف ظهور هذا اللاعب الجديد؛ لمن يتبع؟ وهل هو فلسطيني أم لبناني؟ وما الهدف من ظهوره في ظل هيمنة "حزب الله" على كامل المسرح الجهادي في لبنان؟
الدكاكين الجهادية
في البداية لا بد من الإشارة إلى أنه لولا البيان لما كان أحد سمع بـ"كتائب العز"، ما يعني أن فعل الظهور كان متعمدا ومقصوداّ لذاته. فيما بدا لافتا أن مقاتليه نجحوا في اختراق السياج الحدودي، والاشتباك من "المسافة صفر"، حسب البيان، مع دورية جنود إسرائيليين، مما أدى إلى مقتل 3 من مقاتليه. سبقهم 3 آخرين كانوا ضمن "مجموعة رصد"، وقتلوا قبل يومين بقصف إسرائيلي للبقعة عينها.
ورغم أن هوية التنظيم ومقاتليه لا تزال غامضة، ولا سيما مع تأكيد "حزب الله"، و"حماس"، و"الجماعة الإسلامية في لبنان" أنه "ليس منها"، ومع بقاء الجثث في عهدة الجيش الإسرائيلي، إلا أن ثمة بعض الإشارات والتسريبات التي يمكن الركون إليها للوقوف على هويته وأهدافه.
أولى هذه الإشارات هي سيطرة "حزب الله" على كامل المنطقة الحدودية، وصعوبة، إن لم نقل استحالة، وصول أفراد مسلحين إلى عمق مناطق الاشتباك دون موافقته؛ حيث أنشأ "حزب الله" مع بداية الحرب غرفة عمليات في ملاذه بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، مهمتها تنظيم مسرح العمليات في الجنوب، والتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لتحديد من بإمكانه الظهور عليه.