رفح- في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما سمحت السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري مع قطاع غزة لسفر مزدوجي الجنسية، اعتقد البعض أنهم من المحظوظين الذين تمكنوا من النجاة والخلاص من كثافة القصف والدمار الإسرائيليين اللذين طالا كافة مناحي الحياة خلال الحرب الإسرائيلية التي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، إلا أنّ البعض اضطر للعودة رغم عدم انتهاء الحرب، تجنبا لتفريق العائلة ومفضلا ذلك على النجاة الفردية.
داليا اسم مستعار لفتاة غزية، فضلت عدم ذكر اسمها، في الوقت الذي اختارت أن نستخدم اسم أعز صديقاتها والتي فقدتها في الحرب بسبب القصف الإسرائيلي، واصفة إياها بأنها كانت تحب الحياة. تحمل والدة الشابة الجنسية المغربية كما عائلتها، إلا أن الأم لم تتمكن من منح جنسيتها لأبنائها وبناتها وزوجها حتى نشوب الحرب الأخيرة.
كانت العائلة تقطن مدينة غزة، قبل أن تُجبر على النزوح القسري إلى مدينة دير البلح وسط القطاع بسبب التهديدات الإسرائيلية قبل الاجتياح البري، إلا أن القصف والدمار والقتل، طال جميع المناطق حتى المناطق التي نزح إلها الغزيون، ومن بينها دير البلح والمنطقة التي نزحت العائلة لها، كما تقول داليا (24 عاما).
درست داليا تخصص الترجمة من اللغة الإنجليزية وتخرجت في الجامعة بقطاع غزة قبل عامين، وكغيرها من الخريجين، بحثت عن فرصة للتدريب والعمل، معتقدة أنّ الحياة ستسير بشكل طبيعي، واصفة غزة ما قبل الحرب بأن الحياة فيها "كانت بسيطة وجميلة، صحيح يوجد حصار واحتلال لكن كان الواحد مبسوط بحياته إلى حد ما، على عكس الوقت الحالي بعد أن دمروا الشوارع والمباني والمنازل والأماكن العامة وصارت غزة عبارة عن كومة رُكام ونازحين متكدسين في بضعة كيلومترات".