أطلقت إيران خلال الأسبوع المنصرم وابلا غير مسبوق من الصواريخ على معسكرات تدريب لفصائل إسلامية بالقرب من إدلب في سوريا، وعلى موقع ادعت أن "الموساد" يستخدمه في محافظة أربيل العراق، وضد قواعد تدريب تابعة لـتنظيم "جيش العدل" في باكستان.
وفقا لطهران، فإن الهدف من هذه الهجمات المكثفة في العراق هو الانتقام من تنظيم "داعش" الذي نفذ الهجوم في كرمان في ذكرى اغتيال قاسم سليماني؛ وفي اربيل هو رد على اغتيال رضي موسوي في سوريا أحد قادة "الحرس الثوري" وصالح العاروري القيادي في حركة "حماس" في لبنان.
تبدو الضربات الإيرانية المفاجئة وغير المسبوقة على باكستان واربيل خارجة عن السياقات المعتادة لطهران وهي تطرح أكثر من تساؤل، فكيف يمكن قراءتها؟ وهل يمكن ربطها ببساطة بهجمات نفذت على أهداف إيرانية؟
على الرغم من الخصوصيات العميقة المتصلة بتعقيدات "الانفصاليين البلوش" الذين يسكنون المناطق الحدودية بين إيران وباكستان والتي لا يعرف عنها الكثير، فقد مثلت الهجمات المتبادلة الأخيرة بين الدولتين تصعيدا ملحوظا لعقود من الاعتداءات على امتداد إحدى المناطق الحدودية النائية في العالم. آخر الاعتداءات كان هجوم "جيش العدل" في ديسمبر/كانون الأول 2023 على مركز للشرطة الإيرانية، وقبل ذلك بعام في "سارافان" قتل مسلحون أربعة من أفراد "الحرس الثوري الإيراني" ثم فروا عائدين إلى باكستان، ولم تشن القوات المسلحة الإيرانية في حينه أية ضربات على باكستان ردا على ذلك. فما الذي تغير؟
تقدير موقف
تشير تقارير نشرتها شبكة "اي بي سي نيوز -ABC News" وغيرها إلى تلقي جماعة "جند الله" (نواة "جيش العدل") المناوئة لإيران مساعدات أميركية منذ عام 2007. وبالتالي، فإن قرار طهران بالهجوم على "جيش العدل" داخل الأراضي الباكستانية يصبح له مبرراته حيال واشنطن، ويصبح معه السؤال المطروح حيال الأسباب التي جعلت باكستان تسمح لـ"جيش العدل" بالعمل داخل إقليم بلوشستان، وهل كان ذلك استمرارا لخدمات سابقة للولايات المتحدة؟