بخلاف مُنافسَيه الاثنين رون ديسانتيس، ونيكي هيلي، اللذين قضيا أوقاتا طويلة في ولاية آيوا، تضمنت زيارة كل مقاطعاتها وإقامة أنشطة انتخابية كثيرة فيها، اكتفى دونالد ترمب بزيارة قصيرة للولاية وأنشطة قليلة فيها ليحصد فوزا غير مسبوق لمرشح جمهوري في تاريخ هذه الولاية المحافظة في الغرب الأوسط الأميركي، أحد المعاقل التقليدية للحزب الجمهوري.
في الحقيقة كان انتصاره مذهلا بكل المعايير: صوتت له 98 مقاطعة من مقاطعات الولاية الـ99، وحُسم التصويت له بعد 31 دقيقة فقط من بدء المؤتمرات الانتخابية، التي يُفترض أن تتواصل لساعات، وحصل على 51 في المئة من عدد المصوتين، بفارق 30 نقطة عن المنافس التالي.
حالها حال أربع ولايات أخرى، تتبع ولاية آيوا نظام المؤتمرات الحزبية (Caucuses)، الأشد تعقيدا وتمثيلا للروح الحزبية، لحسم تنافس المرشحين الحزبيين للرئاسة، فيما تستخدم 45 ولاية أميركية نظام الانتخابات التمهيدية (Primaries) الأبسط في التنظيم والذي يسمح بمشاركة شعبية أوسع. هنا تكمن أهمية المؤتمرات الحزبية في آيوا التي فاز فيها ترمب، بوصفها كاشفة عن المزاج العام السائد بين الناخبين الجمهوريين على امتداد البلد.
تُعد آيوا من الولايات البيضاء عموما، قليلة التنوع العرقي، نحو 88 في المئة من سكانها من البيض الذين يُعدون ديموغرافيا الكتلة التصويتية الأكبر التي يستمد منها ترمب دعمه الانتخابي (يشكل البيض أكثر من 75 في المئة من مجمل عدد السكان، وهم الأكثر تصويتا مقارنة بالمجموعات العرقية الأخرى). ضمن هذه الكتلة الواسعة والمتنوعة، تبرز ثلاث شرائح داعمة بقوة لترمب، كما ظهر ذلك في آيوا مؤخرا وفي الانتخابات الرئاسية عام 2016 التي فاز فيها ترمب.