أثار اتهام جنوب أفريقيا لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية حربا كلامية بين الدولتين حول الصراع في غزة. وذكرت بريتوريا أثناء عرض القضية أنه "لا يمكن تبرير هجمات الإبادة الجماعية على قطاع غزة بكامله... بقصد تدميره".
وردا على ذلك، اتهمت إسرائيل بريتوريا بـ"التشويه العميق" وتقديم "صورة معيبة للغاية". وقد خاض الحلفاء الدوليون في هذه الاتهامات. فأصرت ألمانيا في الحال على أنه "لا أساس على الإطلاق" لتهمة الإبادة الجماعية، وهو الموقف الذي ردده حلفاء إسرائيل الغربيون الآخرون كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وعلى الجانب الآخر، عرضت دول بارزة من دول الجنوب العالمي، بما فيها ماليزيا وتركيا والأردن وباكستان وبوليفيا وكولومبيا والبرازيل دعمها لجنوب أفريقيا، وهو ما يعكس إدانتها لإسرائيل منذ بدأت حربها على غزة.
اقرأ أيضا: دينيس روس يحذر من خلق نموذج "حزب الله" في غزة... وانفجار الضفة
إلا أن ما تفعله جنوب أفريقيا ليس مجرد رغبة في أن تتصدر كثير من الدول غير الغربية في التعبير عما تشعر به إزاء الصراع في غزة؛ فدوافع بريتوريا أكثر تعقيدا من ذلك؛ حيث كانت أقل فاعلية إزاء صراعات مماثلة في أماكن أخرى من العالم في الماضي القريب، لكن فلسطين وإسرائيل تحتلان مكانة خاصة في الشؤون الخارجية لجنوب أفريقيا.
وعلى الرغم من بعدها بأكثر من 7000 كيلومتر، فقد أدت جنوب أفريقيا دورا كبيرا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طيلة عقود من الزمن، وينبغي النظر إلى قضية محكمة العدل الدولية على أنها أحدث تطور في مجموع هذه العلاقات العميقة والمتشابكة والمعقدة.