إنهما يشكلان ثنائيا متألقا. أحدهما عاش طوال حياته محرضا من الطراز الرفيع، ويمكنه أن يخطف العناوين الرئيسة بتعليق عنصري بالسهولة نفسها التي يلوح بها ببندقيته في وجه أي شخص يجرؤ على تحديه، حتى ذلك العامل العربي الذي كان يؤدي للتو عمله في موقف السيارات. أما الآخر فهو أقل عرضة لهذه النوبات الهذيانية (ولو أنه ليس محصنا منها) وأكثر تركيزا على المهمة التي بين يديه: ضمان التفوق اليهودي، فيما يرى كلاهما أرض إسرائيل الممنوحة من الله.
وهما معا يشكلان الثنائي النشط والمثالي للمتطرفين اليهود. إيتمار بن غفير يعمل في الضوء ويخطف انتباه الجمهور والصحافة. بينما الآخر، بتسلئيل سموتريتش، فيتحرك خلف الأبواب المغلقة. أحدهما رجل مبالغات- مهرج- بينما يحافظ الآخر على صورة الشخص المتواضع، ويحب أن يرى نفسه آيديولوجيا. وبينما يبقي بن غفير الصحافة على أهبة الاستعداد بسيل من التصريحات الغاضبة، يتقدم الآخر بقرارات وقوانين يمكنها أن تغير على نحو حاسم مستقبل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتمنع قيام دولة فلسطينية.
قطبا المعارضة
قبل عقد من الزمن فقط، نُظر إلى الاثنين كمتطرفين هامشيين لا يسعهما الوصول إلى أي منصب حكومي. وكان إيتمار بن غفير قد حصل على "إعفاء" من الخدمة العسكرية بسبب مواقفه المتطرفة. أما سموتريتش فأشهر ما عُرف به عند الجمهور الإسرائيلي هو آراؤه المعادية لمجتمع المثليين، إذ قدم نفسه بوصفه "الفخور بكراهية المثليين" وأقام عرضا سيئ السمعة سماه "الأفضل" كسخرية من أعضاء مجتمع المثليين. وبعد مضي سنوات، ما زالا متطرفين لكنهما ليسا هامشيين؛ فقد أصبح إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الجديد، بينما أصبح بتسلئيل سموتريتش وزير المالية.