يتناول موضوع المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2024 قضية "إعادة بناء الثقة". وعلى عكس التجمعات السابقة التي كانت تهدف إلى تحفيز القيادة الإنسانية أو توليد نموذج اجتماعي عالمي جديد، فإن هذا العام يضع الإمكانات الإنسانية الأساسية في صدارة المنصة العالمية، وتحديدا الثقة البشرية، أو بالأحرى الافتقار إليها.
ومع اعتماد موضوع "العودة إلى الأساسيات"، يتوقع أن تكون إنجازات مؤتمر دافوس 2024 محدودة. فعلى الرغم من الاحتفالات التي لا نهاية لها وأسطول الطائرات الخاصة واللقاء والترحيب بين أصحاب العقول الحادة وذوي العلاقات القوية، يعم الشعور بالتشاؤم بين أعضاء النخبة العليا، الذين يشكلون واحدا في المئة من سكان العالم والذين يتحملون المسؤولية واللوم عن حالة العالم التي لا يملك الـ99 في المئة الباقون خيارا سوى العيش فيها.
بالنسبة للنخب العالمية، هناك ما يدعو للقلق: الحربان المستمرتان في أوكرانيا وغزة دون وجود استراتيجية واضحة بشأن توقيت وطريقة انتهائهما، وتصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، وزيادة العقوبات المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين، وفوز ترمب بانتخابات الرئاسة التمهيدية للحزب الجمهوري في آيوا بأغلبية ساحقة، واحتمال حدوث ركود اقتصادي أو ارتفاع مفاجئ في معدل التضخم في الولايات المتحدة، والخلل في سلاسل التوريد العالمية، وإمكانية أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تدمير الجنس البشري بأكمله.
ويبدو أن وجهة النظر القائلة بأن المنتدى الاقتصادي العالمي يزداد انفصالا عن الناس العاديين تكتسب مزيدا من الصحة. ومع ذلك، يعتبر "دافوس" مكانا جيدا لرصد التحولات وإعادة التوازن للقوى العالمية والقوى الاقتصادية.