في محاولة للتخفيف من حالة الذعر والجدل التي أثارتها دعوات مسؤولين سويديين مواطنيهم الى الاستعداد للحرب، وصف رئيس الحكومة السويدية أولاف كريستيرسون يوم الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني، ردود فعل المجتمع على هذه الدعوات بأنها "مبالغ فيها".
ومع تأكيده أن "الحرب ليست على أعتاب السويد"، أشار كريستيرسون إلى أنه "من الواضح أن خطر اندلاع حرب في محيطنا ارتفع بشكل ملحوظ".
ورغم أن السيناريوهات الجدية لاندلاع حرب بين روسيا والغرب لا تنطلق من ترجيح هجوم عسكري روسي مباشر على السويد، فقد أثارت تصريحات وزير الدفاع المدني كارل أوسكار بوهلين، بأن الحرب على الأبواب مخاوف السويديين من تعرض بلادهم لقصف روسي، وزاد الطلب على المعلبات والمياه والمصابيح الكهربائية العاملة بالبطاريات وأجهزة الراديو عشرات المرات.
وزاد القلق الشعبي بعد تصريحات عدد من المسؤولين في مؤتمر الدفاع الوطني السويدي السنوي في سالين وسط السويد، يوم 8 يناير/كانون الثاني، حيث انضم القائد الأعلى لقوات الدفاع ميكائيل بودين إلى وزير الدفاع المدني، ودعا مواطنيه للاستعداد داخليا للحرب، وعلى خلفية صور لبيوت مدمرة في أوكرانيا تساءل بودين: "هل تعتقدون أن هذه يمكن أن تكون السويد؟"، مؤكدا أنه لا يطرح مجرد سؤال بسيط. وخلص إلى أن "حرب روسيا ضد أوكرانيا هي مرحلة وليست هدفا نهائيا، فالهدف هو إنشاء منطقة نفوذ وتدمير النظام العالمي القائم على نظم محددة"، وشدد على أن السويديين "يجب أن يستعدوا نفسيا للحرب".
وفي الشهور الأخيرة تشير تقديرات خبراء استراتيجيين سويديين إلى أن الوضع الأمني في البلاد هو الأكثر جدية وخطورة منذ الحرب العالمية الثانية، وأن الوضع تدهور كثيرا.
ثقل وداع الحياد
مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، ارتفع مستوى المخاوف من اندلاع حرب كبرى في أوروبا مع تقديرات بأن شهية الرئيس فلاديمير بوتين قد تمتد نحو بلدان البلطيق. وسادت قناعة لدى النخب السياسية الحاكمة في السويد وفنلندا على وجه الخصوص بضرورة مغادرة وضعية الحياد، ودعم هذا التوجه تحليلات وتقديرات خبراء في البلدين والغرب عموما، وحدث التحول الكبير بعد نحو شهرين من الحرب في أوكرانيا مع ارتفاع نسبة الدعم الشعبي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتقدمت فنلندا والسويد بطلبين للانضمام إلى الحلف، وزاد البلدان الاسكندنافيان من التنسيق الدفاعي فيما بينهما، وكذلك مع مجموعة الشمال والاتحاد الأوروبي.