انتهت فعاليات "مهرجان الكُتَّاب والقُرَّاء" في مدينة خميس مشيط بمنطقة عسير بنسخته الثانية، ولكن يظل لهذا الحدث الثقافي البارز أثره الواضح في قلوب الحاضرين والمشاركين وعقولهم، إذ شكّل منصة متميزة لإبراز القيم الثقافية، حيث عكف الكُتَّاب والأدباء على تقديم إبداعاتهم وتبادل الخبرات والأفكار، مما أسهم في تعزيز محبة القراءة والاهتمام بالكتب وقيمتها، حيث انغمس الحضور في أجواء أدبية تحفز على اكتشاف العديد من الأعمال الأدبية الجديدة وتعيد إلى الواجهة شخصيات وأعمال لها أهميتها وحضورها المؤثر.
كما أتاح المهرجان فرصة مميزة للمواهب الأدبية الصاعدة، حيث أبهر الكتَّاب الشباب الحضور بإبداعاتهم ورؤاهم المستقبلية، ونجح في تعزيز حوار فعّال، من خلال إثارته النقاشات حول القضايا الثقافية التي جذبت اهتمام الحضور وتفاعلهم طوال أيامه. كما ساهم المهرجان في إبراز الهوية الوطنية والثقافية والشعبية للمملكة، ميسّرا فرص بناء الشراكات بين الكتَّاب والناشرين، في سبيل تعزيز صناعة النشر وتشجيع حركة الترجمة.
ولعلّ من أبرز مزايا هذا المهرجان أنه يفعّل الجانب الاستثماري في مجال الثقافة والفنون، ويحقّق التنمية الثقافية والاقتصادية، ويعزّز من السياحة المرتبطة بها، حيث تجاوز الإقبال حدود المملكة ليشمل المهتمين من مختلف دول العالم. ونجح في تحقيق التواصل الثقافي على المستوى الإقليمي والدولي.
لعلّ من أبرز مزايا هذا المهرجان أنه يفعّل الجانب الاستثماري في مجال الثقافة والفنون
وتأتي ركيزة التفاعل الأدبي لتكون واحدة من أبرز المكاسب المحققة خلال المهرجان، إذ شملت العديد من اللقاءات الأدبية والفعاليات الإبداعية والمسابقات التي نالت استحسان الجمهور. وقد أضفت فعاليات الترفيه الفني والغذائي لمسة خاصة على تجربة الحضور.
كما حرص المهرجان على استقطاب أبرز المثقفين لتقديم إنتاجهم الأدبي لجمهور منوع شمل مختلف شرائح المجتمع. ولم يكن الهدف الأساسي تقديم أعمال أدبية فحسب بل كانت هناك مبادرة لتعزيز التعاون والشراكات في مجالات الأدب والنشر والترجمة مع مختلف الجهات، سواء كانت قطاعا خاصا أو غير ربحيا، بهدف إثراء الحراك الأدبي والثقافي المعتمد على الترجمة.
أضف إلى ذلك، تواصل العروض الحية للفنون الأدائية والفلكلور الشعبي المتنوع في منطقة عسير، والمنصة المخصصة للفنون التشكيلية. هذه المبادرات لم تقتصر على عرض الأعمال الفنية والأدبية، بل شجعت كذلك على التفاعل والمشاركة من قبل الزوار في العديد من الأنشطة التفاعلية.
كما استُخدِمَت التكنولوجيا بصورة متقدمة في تنظيم الفعاليات، ما أضفى على الحدث جوا حديثا وجذابا، مع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الفعاليات والمشاركة باستمرار.
وتألقت منطقة العروض الفنية بتقديم فعاليات مبهرة، استمتع خلالها الزوار بعروض مسرحية وتفاعلية امتزجت بشكل لافت مع جوانب الأدب والثقافة.
لم يغفل المهرجان الجوانب البيئية، مركزا على استخدام مواد صديقة للبيئة في تنظيم الفعاليات، وتشجيع الزوار على التحول نحو عادات استهلاك أكثر استدامة
ولم يغفل المهرجان الجوانب البيئية، مركزا على استخدام مواد صديقة للبيئة في تنظيم الفعاليات، وتشجيع الزوار على التحول نحو عادات استهلاك أكثر استدامة كما شهد تفاعلا كبيرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شارك الجمهور بصور وتعليقات، مما أعطى بُعدا اجتماعيا إيجابيا على الحدث.
ومن الجدير بالذكر أن المهرجان ليس مجرد فعالية ثقافية محلية، بل يأتي استمرارا لنهج المنظومة الثقافية السعودية في إقامة فعاليات محلية ودولية تعزز مكانة المشهد الثقافي للمملكة على الساحة العالمية. وكل هذه الفعاليات والمهرجانات إنما هي جسر حضاريّ يربط المملكة بالعالم الخارجي، ويساهم في تعزيز التواصل والتبادل الحضاري والثقافي.
بهذه الطريقة وبغيرها نجحت وزارة الثقافة ممثلة بهيئة الأدب والنشر والترجمة من خلال مهرجان الكُتَّاب والقُرَّاء في تحقيق أهدافها بنجاح، لتجسد هذه الفعالية الأدبية تفرّد المشهد الثقافي السعودي وتعزّز مكانته على مستوى المشاهد العربية والعالمية.
إن هذا الحدث وغيره يثبت أن المملكة العربية السعودية كانت ولا تزال تشكل مركزا ثقافيا رائدا يسهم في إثراء المشهد العالمي، ويزيد من أهميتها بعد أن فتحت أحضانها للعالم أجمع في أحدث صورة بانورامية للإبداع.