تفاقم الوضع في البحر الأحمر بشكل كبير، دون وجود أي علامات على إمكانية الوصول إلى تهدئة. وأثبتت التدابير الدفاعية التي اتخذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتحييد تأثير هجمات الحوثيين على تحركات السفن في هذا الشريان التجاري الحيوي عدم فعاليتها، مما دفعهم نحو التحول إلى موقف هجومي.
وردا على ذلك، شنت القوات الأميركية والبريطانية ضربات ليلية على مواقع عسكرية في اليمن، بهدف إضعاف القدرات العسكرية لجماعة الحوثي. وعلى الرغم من هذه الرسالة القوية، فقد أعلن الحوثيون عزمهم الرد على الغارات الجوية الـ73 التي أسفرت عن مقتل خمسة من مقاتليهم، وتعهدوا بمواصلة هجماتهم تضامنا مع فلسطين.
وعلى الرغم من رفض الحوثيين تغيير مسارهم، فإنه من غير المرجح أن تبدأ الولايات المتحدة وحلفاؤها حملة عسكرية شاملة وطويلة الأمد ضد الجماعة المسلحة. ويعود هذا التردد إلى القيود المرتبطة بالعمليات العسكرية ضد الجماعة والمخاطر المختلفة التي تشكلها هذه الإجراءات على الولايات المتحدة والمنطقة بأسرها.
وكان الحوثيون قد بدأوا باستهداف السفن التجارية المرتبطة بتل أبيب في البحر الأحمر منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول ردا على الحرب الإسرائيلية على غزة، واستخدموا طائرات مسيرة وزوارق سريعة وصواريخ كروز للهجوم البري، كما استخدموا صواريخ بالستية مضادة للسفن، وهو ما يُعدّ سابقة في هذا النوع من الحوادث العالمية. ونتيجة لذلك، قامت عدة شركات شحن دولية كبيرة بتعليق عملياتها في منطقة البحر الأحمر، مما أدى إلى إطالة المدة الزمنية للرحلات، وتسبب في تأخير وصول الشحنات وزيادة تكاليف الشحن.