بعد إعادة انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر، تقف البلاد أمام أجندة اقتصادية واجتماعية طويلة ومستعصية، تزيد من حدتها وتحدياتها حرب غزة وأخطار المتعاظمة على الداخل المصري. كيف يمكن تجاوز أوضاع سعر صرف العملة الوطنية، أي مصير ينتظر الجنيه، في ظل التباين والتباعد بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء؟ يسعر الدولار الأميركي بنحو 30 جنيهاً في المصارف ورسمياً من قبل بنك مصر المركزي، في حين يتم تداول الدولار في الأسواق الموازية، أو السوداء، بنحو 50 جنيهاً. هذا التباين ناتج عن عدم توفر الدولار والعملات الأخرى لدى المصارف لكي تلبي متطلبات رجال الأعمال والمستوردين والصناعات التحويلية التي تحتاج للأموال للوفاء بالتزاماتها تجاه الغير خارج البلاد.
كذلك، هناك التزامات سيادية تجاه تسديد استحقاقات الديون الخارجية والتي بلغت أرقاماً فلكية وصلت إلى 165 مليار دولار، ومن المتوقع أن تكون التزامات سداد الديون خلال عام 2024 أكثر من 30 مليار دولار. وأضحت الديون تمثل نسبة هامة من الناتج المحلي الإجمالي تبلغ 88 في المئة. ولكي تتمكن مصر من مواجهة استحقاقات الديون فإن عليها أن تعزز الإيرادات السيادية، منها السياحة وإيرادات قناة السويس وتحويلات العاملين في الخارج. وإذا لم تسعفها تلك الإيرادات إلى جانب إيرادات الصادرات، فإنها قد تضطر إلى الدخول إلى الدائرة الجهنمية للقروض مرة أخرى لكي تستطيع سداد الديون الحالية ومواجهة الالتزامات الأخرى.
ولا بد من الاشارة الى التحديات المستجدة التي تواجه قناة السويس بسبب الاعتداءات الحوثية في البحر الأحمر، حيث ان استمرار القرصنة والعمليات العسكرية في هذه المنطقة المائية من شأنه ان ينعكس بافدح الأضرار على مداخيل القناة الأساسية للاقتصاد المصري والتي بدات تلوح تداعياتها الكارثية في الأفق.