عبرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عتبة المئة يوم، وهي بذلك الحرب الأطول بين إسرائيل والفلسطينيين والعرب منذ عام 1948. لكن هذه الحرب التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "السيوف الحديدية" ردا على عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وقتل فيها 1200 اسرائيلي، ليست استثنائية في طول أمدها وحسب، بل أيضا في عدد الضحايا الفلسطينيين المدنيين الذين ناهز الـ24 ألفا، إضافة إلى ما يزيد على 60 ألف جريح، في وقت يواجه فيه قطاع غزة "كارثة إنسانية" بحسب توصيف المنظمات الأممية في ظل توقف الاتصالات ونقص المواد الغذائية ووقود التدفئة والأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى، خصوصا أن إسرائيل قننت في الأيام القليلة الماضية دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
في غضون ذلك، ومع انتقال الحرب إلى "المرحلة الثالثة" التي من المفترض أن تشهد كثافة نارية أقل مقابل تكثيف إسرائيل للعمليات الموضعية لاستهداف مقرات "حماس" وقياداتها، ولاسيما في جنوب القطاع بعدما قالت إنها "فككت الهيكل العسكري" للحركة في شماله، مع هذا الانتقال يبدو أن احتمالات توسع الحرب في غزة إلى نزاع إقليمي أصبحت أعلى من ذي قبل، مع تصاعد وتيرة الهجمات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله" على الحدود بين لبنان وإسرائيل، كذلك شكلت الضربات الغربية ضدّ الحوثيين في اليمن تحولا في مسار التطورات في البحر الأحمر، لكن حتى الآن يبدو أن اتساع الصراع ليس حتميا بالقياس إلى مواقف اللاعبين الأساسيين، ولاسيما واشنطن وطهران، ولكنه يظل واردا في أي لحظة تبعا لتدحرج التطورات الميدانية.
إلى ذلك، لم تتضح بعد الآفاق الزمنية للحرب، ففي حين قال الجيش الإسرائيلي إن الحرب ستستمر طيلة عام 2024، يزداد الحديث عن تناقضات داخل إسرائيل، ولاسيما بين الجيش والحكومة، في سياق قراءة حاضر الحرب ومآلاتها، وهو ما قد يؤثر على تطوراتها خصوصا في ظل الضغط الأميركي على تل أبيب للبحث في "اليوم التالي" للحرب. في وقت يعود الحديث فيه عن صفقة جديدة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل برعاية قطرية ومصرية وأميركية، ويشاع أنها ستشمل هذه المرة هدنة لثلاثة أشهر وهو ما قد يكون حاسما لناحية تحديد سقف زمني للحرب بحكم الأمر الواقع. وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن الجمعة التوصل إلى اتفاق بوساطة قطرية لإيصال أدوية "في الأيام المقبلة" إلى الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، ويبلغ عددهم 132 بعد أن تمّ تأكيد مقتل 25 رهينة، وأُطلق سراح نحو 100 منهم خلال الهدنة في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وهو ما يمكن اعتباره توطئة لصفقة أكبر. بينما تتواصل التحذيرات من نوايا إسرائيل لتهجير فلسطينيي غزة، وآخرها جاء من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
إلى ذلك، هناك ترقب لقرار محكمة العدل الدولية في لاهاي التي تنظر في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدّ إسرائيل متهمة إياها بارتكاب "إبادة" ضدّ الفلسطينيين.
وفي الآتي أبرز الأحداث والتحولات خلال مئة يوم من الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023: