من المقرر إجراء أكثر من 40 عملية انتخابية وطنية في عام 2024، تشمل أكثر من 40 في المئة من سكان العالم. بدأ جدول الانتخابات لهذا العام بانتخابات تايوان في يناير/كانون الثاني، وينتهي بانتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
تجري هذه الانتخابات وسط أزمات وصراعات وحروب عالمية، وهو ما قد يؤدي إلى تعميق الانقسامات السياسية وزيادة احتمالات الاضطرابات.
في١٣ يناير/كانون الثاني، جرت انتخابات في تايوان، وهي جزيرة مستقلة ولكن الصين تعتبرها مقاطعة انفصالية. يأتي هذا بعد عام عزز فيه الرئيس الصيني شي جينبينغ موقعه في الحزب والحكومة.
وفي ختام حملة طغت عليها ضغوط كبرى دبلوماسية وعسكرية مارستها الصين، فاز لاي تشينغ-تي بالانتخابات الرئاسية بحصده 40,1 بالمئة من الأصوات. وهو سيتولى منصبه في 20 أيار/مايو.
وتعتبر بكين أن لاي تشينغ-تي، وهو نائب الرئيسة المنتهية ولايتها تساي تساي إنغ وين، "خطر جسيم" بسبب مواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان.
والسبت شدّدت الصين على أن "إعادة التوحيد" مع تايوان "حتمية". وقال المتحدث باسم المكتب الصيني المسؤول عن العلاقات مع تايوان تشين بينهوا إن التصويت "لن يعوق التوجّه الحتمي لإعادة التوحيد مع الصين"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة.
من جهتهه، تعهّد لاي تشينغ-تي الفائز بانتخابات تايوان الرئاسية السبت الدفاع عن الجزيرة المتمتّعة بحكم ذاتي في مواجهة تهديدات الصين التي تصرّ على أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها.
وقال لاي تشينغ-تي، مرشّح الحزب الديموقراطي التقدمي في كلمة أمام أنصاره "إننا مصممون على حماية تايوان من تهديدات الصين المستمرة وترهيبها"، مهنّئا الشعب بـ"نجاحه في مقاومة جهود قوى خارجية للتأثير على هذه الانتخابات".
وفي جنوب أفريقيا، قد تمثل الانتخابات العامة المقبلة تحولا كبيرا في المشهد السياسي، حيث يواجه حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي يهيمن منذ نهاية الفصل العنصري عام 1994، احتمال خسارة أغلبيته للمرة الأولى، فيما يكتسب التحالف الديمقراطي وأحزاب المعارضة الأخرى شعبية.
وتتوقع المملكة المتحدة إجراء انتخابات عامة، ربما خلال العام، قبل انتهاء ولاية حكومة المحافظين في يناير/كانون الثاني 2025. وبعد فترة شهدت فيها بريطانيا تولي رئيسين للوزراء منصبيهما دون إجراء انتخابات عامة خلال ما يزيد قليلا على عام. ومن المتوقع إجراء الانتخابات العامة بحلول نهاية عام 2024.
وفي المكسيك، من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في يونيو/حزيران، حيث تتنافس مرشحتان على منصب الرئاسة، وهي خطوة مهمة نحو المساواة بين الجنسين في المشهد السياسي في المكسيك.
أما في أوكرانيا، فمع انتهاء فترة ولاية الرئيس فولوديمير زيلنسكي التي استمرت خمس سنوات، يبدو أن الانتخابات ستجرى وسط الصراع المستمر مع روسيا.
وتواجه إسرائيل بيئة سياسية مضطربة، خاصة مع استمرارها في الصراع مع غزة، الذي لا يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو راغب في وقفه رغم الإدانة الدولية المتزايدة. وهو يواجه مستقبلا انتخابيا غامضا، فيما تزيد الحرب من الضغط من أجل عقد الانتخابات.