أنقرة- في أوائل تسعينات القرن العشرين، وفي أعقاب الحرب الباردة، كان لزاما على منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن تحدد سبب وجودها.
وفي البيئة الأمنية العالمية الهشة التي تتسم بالمنافسة الاستراتيجية والتحديات من جميع الاتجاهات، حدد الحلف مهامه الأساسية فی الردع والدفاع؛ ومنع الأزمات وإدارتها؛ والأمن التعاوني.
إن حلف شمال الأطلسي هو التحالف الدفاعي الأطول بقاء والأكثر فعالية على الإطلاق، وهو يدين بذلك، إلى حد كبير، لقدرته على التكيف. ويعود تاريخ آخر مراجعة للوثيقة التوجيهية لحلف الناتو– المفهوم الاستراتيجي– والتي يتم تحديثها كل 10 سنوات تقريبا، إلى عام 2022. ويشير التوصل إلى هذا التوافق بين 31 دولة لديها 31 سياسة وطنية مختلفة، في مرحلة عالمية جيوسياسية معقدة للغاية، إلى مدى قوة الحلف وثقافته التوافقية بشأن الأمن والدفاع.
وأهم عناصر سياسة "الناتو" في فترة ما بعد الحرب الباردة ما يلي:
- تبني الحلف سياسة الباب المفتوح أمام الأعضاء الجدد، مما رفع عدد الحلفاء من 16 إلى 31.
- تغير وضع الردع والدفاع لدى حلف شمال الأطلسي، وبنية القيادة والقوة، مع وجود قوات بمستويات استعداد عالية للغاية، على نحو يذكرنا بالحرب الباردة.
- تقاسم الأعباء بين الجميع، بعد إصرار الولايات المتحدة على أن يتحمل جميع الحلفاء حصتهم من تكلفة الدفاع.
- تحديد روسيا باعتبارها التهديد المباشر والأهم لأمن الحلفاء.
- دخول جمهورية الصين الشعبية إلى قائمة الاهتمامات. بعد أن تم تعريفها كدولة تشكل تحديا منظما للأمن الأوروبي الأطلسي.
- تعريف الإرهاب على أنه التهديد الأكبر وغير المتماثل لأمن مواطني "الناتو".