هو أكاديمي ومفكّر من الجيل الثاني للمجدّدين العراقيين، يساري النشأة والتوجّه، تنويري الوعي والسلوك، وحداثيّ في رؤيته لمفاهيم الديموقراطية وقضايا الإنسان والمجتمع المدني والأديان والقوانين الدستورية والدولية بما فيها قضايا النزاعات والحروب والتسامح واللاّعنف. يعدّ من المثقفين الإشكاليين الذين سلكوا طريق التجريب والجدال، جمع بين العمل الفكري والأكاديمي وأعطى نشاطه السياسي معنى حقوقيا، ومزج السياسة بالثقافة، وذلك كله تحت مراجعة ذاتية ونقد ذاتي. اهتم بمعالجة قضايا الصراع العربي – الإسرائيلي وبذل جهدا في ذلك عبر مؤلفات كثيرة. صدر له أخيرا كتاب "مظفر النواب: رحلة البنفسج". "المجلة" التقت د. عبد الحسين شعبان وأجرت معه هذا الحوار.
أثار كتابك الأخير "مظفر النواب: رحلة البنفسج" (دار النهار) اهتماما عربيا واسعا؟ ما الذي يجمعك بالنواب حتى كتبت عنه؟
ربما مصدر الاهتمام أنه أول كتاب جامع يصدر بعد رحيل الشاعر، فصورة مظفر النواب في الذاكرة الجمعية العربية تقترب من صورة بروميثيوس في الميثولوجيا الإغريقية، لقد ظلّ طوال سبعة عقود من الزمن يحمل أحلامه الطريدة ويطوف بها شرقا وغربا بأشواقه الغامضة وحنينه المعطّر. تجمعني بالنواب الأحلام والتمرّد والمنافي والأوهام والخيبات، وظلّت الحريّة البوصلة والهاجس الدائم للتفلّت من قيد الاستتباع إلى رحاب الاستقلالية، ومن عبء التقليد إلى شاطئ التجديد، ومن الإيمانية التبشيرية الدعوية إلى العقلانية التساؤلية النقدية.