ثمّة فوضى منتشرة في أرجاء الشرق الأوسط. وفي غزة، مليونا مدني دمّرتهم الحرب وباتوا معرضين لخطر المجاعة. في المقابل، تهدد هجمات الحوثيين على سفن الشحن التجارة العالمية، ويسود التوتر الحدود الشمالية لإسرائيل بعد اغتيال أحد قادة "حماس" في بيروت في الثاني من يناير/كانون الثاني، تلاه بعد يوم واحد انفجاران في إيران قتلا ما يقرب من 100 شخص. والإيرانيون الذين ألقوا باللائمة بداية على "الإرهابيين"، سرعان ما حولوا اتهامهم إلى أميركا وإسرائيل. ومن الممكن أن تندلع حرب بين إسرائيل و"حزب الله" الميليشيا المدعومة من إيران في لبنان.
يتضح من ذلك كلّه أمران اثنان: إن هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول تعيد تشكيل الشرق الأوسط، بينما ترتكب إسرائيل، تحت قيادة بنيامين نتنياهو، أخطاء فادحة تقوض أمنها.
لقد دفعت مذبحة أكتوبر/تشرين الأول التي نفذتها "حماس" ضد المدنيين الإسرائيليين، دفعت إسرائيل إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الأمنية طويلة الأمد. يعتمد هذا النهج على تخلي إسرائيل عن جهود السلام مع الفلسطينيين لصالح بناء الجدران واستخدام التكنولوجيا لمواجهة هجمات الصواريخ وعمليات التسلل. ولكن ذلك أثبت عدم فعاليته، بل أدى بدلا من ذلك إلى تطرف الفلسطينيين وفشل في منع الأحداث المروعة التي حدثت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وباتت إسرائيل الآن تواجه خطر ترسانة صاروخية متطورة بشكل متزايد، يجري نشرها من قبل متمردين مدعومين من إيران في لبنان واليمن ومواقع أخرى.