في أوج الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبينما كانت الأنظار تتجه لمصير هذه الحرب وما قيل إنه بداية مرحلة جديدة فيها، وفق الخطط العسكرية الإسرائيلية، أصدرت المحكمة العليا قرارها بشأن الالتماس المقدم ضد إلغاء الكنيست ما يعرف بـ"حجة المعقولية"، وهي الحجة التي يستخدمها جهاز القضاء لإلغاء قرارات حكومية أو وزارية بسبب "عدم معقوليتها" أو تجاوزها المبادئ الأساسية لإسرائيل ومخالفتها قيم الديمقراطية.
قررت المحكمة عمليا وبأغلبية ثمانية قضاة من أصل خمسة عشر، إلغاء تعديل قانون أساس القضاء الذي كان قد ألغى دورها في انتقاد قرارات الحكومة بل إن اثني عشر قاضيا أكدوا كذلك قدرة المحكمة العليا على إلغاء قوانين أساس (قوانين لها مكانة خاصة وتستبدل الدستور).
أصل الأزمة
تعود القضية إلى الرابع من يناير/كانون الثاني الماضي، إذ أعلن وزير القضاء في حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة يريف لفين، في مؤتمر صحافي ما وصفه بالإصلاحات القضائية التي ذكر أنها ستعتمد على أربع خطوات في مرحلتها الأولى تشمل:
1- تغيير اختيار قضاة المحاكم بشكل يمنح الائتلاف الحكومي القدرة على التأثير في الاختيار.
2- تحديد مكانة قوانين الأساس وتشريع ما يعرف بـ"فقرة التغلب" التي تمكن السلطة التشريعية، الكنيست، من إعادة تشريع قوانين تلغيها المحكمة العليا.
3- إلغاء "حجة المعقولية" التي تستخدمها المحاكم لانتقاد قرارات حكومية أو وزارية، وبدأت مع ما يسمى إسرائيليا "عهد النشاط القضائي" الذي أسس له الرئيس الأسبق للمحكمة العليا أهرون براك.
4- إخضاع المستشارين القضائيين في الحكومة والوزارات المختلفة لمسؤولية منتخبي الجمهور (الوزراء والنواب).
ومع إعلان الخطة التي تجند لإطلاقها العملي في الكنيست رئيس لجنة القانون والدستور والقضاء البرلمانية النائب سمحا روطمان، توالت ردود الفعل حيالها وشرع معارضوها بالاحتجاج الشعبي اليومي والأسبوعي.