بعد أسبوع واحد من إطلاق الولايات المتحدة تحالفا لحماية البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية، لم يعد أعضاء التحالف يريدون الارتباط به علنا أو على الإطلاق. وأصدر اثنان من الحلفاء الأوروبيين الذين تم إدراجهم كمساهمين في عملية "حارس الازدهار"- إيطاليا وإسبانيا- بيانات نأي عن القوة البحرية. كذلك أحجمت أستراليا عن المشاركة، وتمنعت حليفتا الولايات المتحدة الآسيويتان اللتان تمتلكان أكبر القوات البحرية والمصالح الخاصة في التجارة البحرية، اليابان وكوريا الجنوبية. كما أتى غياب الهند عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مخيبا للآمال نظرا لقرب الهند النسبي وثقلها البحري.
فرنسا بدورها قالت إن سفنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية حيث تعمل الفرقاطة "لانغدوك" (Languedoc) في البحر الأحمر، في حين قالت إيطاليا إنها سترسل الفرقاطة "فيرجينيو فاسان" (Virginio Fasan) لحماية مصالحها الوطنية.
بريطانيا كانت أكثر المتجاوبين مع الدعوة الأميركية؛ إذ أرسلت المدمرة "إتش إم إس دياموند" (HMS Diamond) إلى البحر الأحمر لتنضم إلى الفرقاطة "إتش إم إس لانكستر" (HMS Lancaster) التي انتشرت العام الماضي بالإضافة إلى ثلاث كاسحات ألغام وسفينة دعم.
هذا وتنتشر في المنطقة القوة البحرية 153 وهي تحالف دولي من 39 دولة وتتولى الولايات المتحدة قيادتها منذ يونيو/حزيران 2023 وتعمل في تأمين سلامة السفن ومنع الاعتداءات لا سيما في منطقة باب المندب وهي تضم المدمرة اليابانية "جي دي إس أكيبونو"، والمدمرة الكورية الجنوبية "روكس يانغ مان تشون".
البحر الأحمر هل يتحول بحرا أميركيا
بعد أشهر من الخدمة الإضافية في البحر الأحمر لمنع توسّع رقعة الحرب في غزة، عادت المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد"، في اليوم الأول من عام 2024، إلى الولايات المتحدة حسبما أعلنت القيادة البحرية للأسطول السادس المتمركزة في أوروبا والمسؤولة عن السفن التي تبحر في البحر الأبيض المتوسط. واستبدلت "فورد" بالسفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس باتان" والسفن الحربية المرافقة لها، "يو إس إس ميسا فيردي"، و"يو إس إس كارتر هول" التي كانت تبحر بين البحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط خلال الأيام القليلة الماضية، ولتنضم إلى حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي آيزنهاور التي كانت تقوم بدوريات قرب خليج عدن حيث تعرضت سفن كثيرة للهجوم في الأسابيع الأخيرة.
قدرات السفن الأميركية العاملة في البحر الأحمر
يمكن للسفينة "باتان" حمل ودعم الطائرات المقاتلة ذات الإقلاع العمودي من طراز "F-35" التابعة لسلاح مشاة البحرية، كما تحمل السفينة "ميسا فيردي" وهي سفينة رصيف (transport dock ship) نقل ما يقرب من 2000 من مشاة البحرية من وحدة المشاة البحرية السادسة والعشرين وهي "قوات قادرة على أداء مجموعة واسعة من المهام"، وفق قيادة الأسطول السادس الأميركي .