تخترق البيت أبواب ونوافذ
الفراغ هو الذي يسمح باستعمال البيت.
وهكذا فـ"ما هو موجود" هو ما يشكل إمكان كل شيء، أما "ما لا وجود له" فيشكل وظيفته.
لاو- تسو
"ماهية الباب تكمن في العتبة، وماهية النافذة، في الإطار"
ج. واكمان
يقال إن ما كان يميز النوافذ عن الأبواب في أوروبا، حتى القرن السادس عشر، هو الإغلاق. فالنوافذ لم تكن لتغلق، وهي لم تتألف من مصراعين إلا حديثا. كانت النوافذ كمصدر نور وتهوية وضبط لحرارة الغرفة، تظل مفتوحة من غير حاجة إلى إغلاقها. على الرغم من تعدد وظائف النافذة هي كانت تعتبر أساسا مصدر إضاءة. عبرها يتسرّب "ضوء النهار". كأنما تفقد دورها وأهميتها ليلا. فهي تشتغل نهارا، عكس الأبواب التي تتخذ أهميتها ليلا حيث يُحكم إغلاقها. لكن النافذة لا تقتصر على هذه الوظائف المعمارية الهندسية، فهي أيضا تفتحنا على الخارج. بينما تستجيب الوظائف المعمارية إلى حاجاتنا العضوية، فإن الوظيفة "البصرية" تلبّي رغباتنا.
من ناحية هندسية، النافذة جزء من كل، ولا معنى لها إلا ضمن منظومة، أما من وجهة من ينظر من خلالها فهي متفرّدة. كأن المطلّ من النافذة يستعملها في غير ما هُيّئت له، المطلّ نحو "الخارج" يستعمل النافذة خارج وظائفها الهندسية. يذكّرنا هذا باستعمال ثقب قفل الباب أداة للتلصّص. لكن، بينما يُستخدم ثقب قفل الباب لرؤية الداخل، فإن النافذة تطلّ على الخارج.