التنبؤ بالمستقبل ليس بالمهمة السهلة، بل هو أمر محفوف بالمخاطر، خاصة في سياق الاضطرابات العالمية. إننا نجد أنفسنا في عالم يمر بمرحلة انتقالية، حيث نبتعد عن النظام الثنائي القطبية نحو ما يبدو أنه واقع متعدد الأقطاب لم يتم تحديده بعد.
ويمثل العالم العربي جزءا من هذا الوضع الجديد؛ ففي عام 2023، كانت الدول العربية تتعامل مع المرحلة الانتقالية بطرق مختلفة. ومن الواضح أن بعض تلك الطرق أكثر نجاحا من بعضها الآخر.
وفي عام 2024، قد نقف عند منعطف حرج، مع إمكانية تشكيل مستقبل العالم بشكل كبير. ومن الممكن أن يكون لتطور الأزمات في الأراضي العربية التي تحتلها إسرائيل، وفي أوكرانيا، إلى جانب نتائج الانتخابات الأميركية، والانتخابات المرتقبة في إسرائيل، ثقل كبير في تحديد هذا المسار. ومن الضروري أن يعترف العالم العربي بهذا الواقع وأن يتصرف وفقا له.
تحديات وأزمات... ورهانات
يتناول هذا المقال موقف العالم العربي على الساحة الدولية مع حلول عام 2024. ولا يتعلق الأمر بالتحديات الداخلية الكثيرة التي ما زالت البلدان العربية تواجهها. لكنني أقر بيسر أن القيود الداخلية التي تواجهها الدول العربية تؤثر في علاقاتها، ليس مع الدول غير العربية في المنطقة وحسب، مثل إيران وإسرائيل وتركيا، بل إنها تؤثر أيضا في العالم الخارجي. ولكنني سأترك شرح التحديات الداخلية لعلماء السياسة الذين هم أفضل تأهيلا مني.