غزة: بفعل اتساع رقعة الحرب على قطاع غزة، وامتداد التوغل البري للاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق مختلفة، يضطر المدنيون الفلسطينيون إلى طلب الأمان من الجنود الإسرائيليين، عبر رفع الراية البيضاء، سواء للنزوح من منازلهم تحت اشتداد القصف واقتراب الخطر، أو في الحالات الطارئة المتعلقة بالأوضاع الصحية الحرجة، أو من أجل تلبية احتياجاتهم اليومية.
خلال رحلة النزوح الجماعية التي فرضتها إسرائيل على المدنيين الفلسطينيين، أجبرت فرق الجنود النازحين على حمل الراية البيضاء، إبّان مرورهم أمام الحاجز العسكري عند دوار الكويتي، في شارع صلاح الدين، بهدف كسر روحهم المعنوية، وتقديم "رسائل انتصار" لم يتحقق أمام الرأي العام الإسرائيلي.
يعود تاريخ الراية البيضاء في الحروب إلى الحضارات القديمة، وهي تشير في مثل تلك الظروف إلى استسلام حامليها، وخروجهم من نطاق القتال، سواء أكانوا عسكريين أم مدنيين. وقد أورد المؤرخ الروماني بابليوس تاسيتُس فكرة الراية البيضاء التي استخدمها الرومان عام 109 للميلاد للتعبير عن الاستسلام والانصياع إلى إملاءات العدو، بهدف النجاة، وإنهاء المعركة.