الخبرات متوافرة بلا روبوتات
لقد تعلمتُ مدى فائدة المعلومات الواضحة والدقيقة في المختبر خلال بحثي في الكيمياء البيولوجية بغرض الحصول على الدكتوراه. وعلّمني التدريب الذي تلقيته، والمستكمل بالمعلومات التي وجدتها على الإنترنت، كل شيء، بدءاً بكيفية استخدام معدات المختبرات الأساسية وصولاً إلى كيفية إبقاء أنواع مختلفة من الخلايا على قيد الحياة. لقد تعلمتُ أيضاً أن العثور على هذه المعلومات لا يتطلب روبوتاً للدردشة – أو حتى درجة في الدراسات العليا.
ضعوا في اعتباركم بالفعل أن لدى طلاب البيولوجيا في المدارس الثانوية، وموظفي الكونغرس، والمشاركين في المعسكرات الصيفية التي تقيمها المدارس المتوسطة، خبرة عملية في هندسة البكتيريا وراثياً. يمكن للعالم الناشئ استخدام الإنترنت للعثور على موارد شاملة. ذلك أن قوائم تشغيل مقاطع الفيديو المفيدة على "يوتيوب" تغطي كل شيء بدءاً بكيفية حمل أنبوب مخبري للامتصاص وموازنة جهاز للطرد المركزي وصولاً إلى كيفية زراعة الخلايا الحية وفحص العينات بصرياً بحثاً عن تلوث. وعندما لا تسير التجارب كما هو مخطط لها، يمكن للباحثين الحصول جماعياً على مساعدة في استكشاف الأخطاء وإصلاحها من لوحات الرسائل، مثل "ريسرش غيت"، وهو مورد وجدته منقذاً وأنا في كلية الدراسات العليا.
بالنسبة إلى أولئك الذين يتعمقون قليلاً في المعرفة، ثمة تعليمات منشورة عبر الإنترنت تتجاوز الأساسيات. يفصل العلماء بدقة كيفية إجراء تجاربهم من أجل مساعدة الباحثين الآخرين على تكرار عملهم والتحقق من النتائج التي توصلوا إليها – وهذا مبدأ أساسي رئيس للمنهج العلمي. يُعَدّ إظهار عملكم أمراً مهماً لأن النتائج غير الموثوق بها يمكن أن تضيّع الوقت والموارد؛ مثلاً، تقدر دراسة أجريت عام 2015 أن الشركات والمؤسسات البحثية الأميركية وحدها تنفق 28 مليار دولار سنوياً على البحوث قبل السريرية غير القابلة للتكرار.
من المؤكد أن العثور على المعلومات اللازمة لإنشاء سلاح بيولوجي وتجميعه ليس سهلاً كما في الأمثلة أعلاه. مثلاً، يتطلب صنع فيروس أو تعديله خطوات وموارد ومصطلحات مختلفة عن البكتيريات المهندسة وراثياً، على غرار ما فعله طلاب المدارس الثانوية وموظفو الكونغرس. وبالنسبة إلى بعض المستخدمين، سينقل التعليم العلمي التأسيسي ما يكفي من المهارات التقنية والثقة ومحو الأمية العلمية لمحاولة القيام بهذه التجارب الأكثر صعوبة. وبالنسبة إلى آخرين، يمكن أن يساعد روبوت للدردشة في دعم التعلم الأولي هذا.
حواجز مطلوبة للحماية من الروبوتات
بمعنى آخر، روبوت للدردشة يقلص الحاجز أمام المعلومات، يجب اعتباره أشبه بأداة تساعد المستخدم في الصعود إلى رصيف أكثر من مساعدته في تسلق جدار لا تجاوزه. مع ذلك، من المعقول أن يقلق كثرٌ من أن هذه المساعدة الإضافية قد تُحدث فرقاً لبعض الجهات الفاعلة الخبيثة. علاوة على ذلك، قد يكون التصور البسيط بأن روبوتاً للدردشة يمكن أن يعمل كمساعد بيولوجي كافياً لجذب أطراف فاعلين جديدين وإشراكهم، بغض النظر عن مدى انتشار المعلومات في البداية.
إذا كان الحاجز أمام المعلومات منخفضاً بالفعل، فما الذي يمكننا فعله لتعزيز الأمان في هذا الصدد؟
بداية، لا يزال من المفيد التوصل إلى حواجز حماية أثناء تطوير روبوتات الدردشة. يُعَدّ منع روبوت للدردشة من تفصيل كيفية صنع الجمرة الخبيثة أو الجدري خطوة أولى جيدة، وبدأت بعض الشركات بالفعل في تنفيذ ضمانات. مع ذلك، فإن استراتيجيا شاملة للأمن البيولوجي يجب أن تأخذ في الاعتبار أن المستخدمين يمكنهم كسر حماية تدابير السلامة هذه، فضلاً عن أن المعلومات ذات الصلة ستظل متاحة من مصادر أخرى.
ثانياً، يمكننا أن نفكر في شكل نقدي أكثر في كيفية تحقيق التوازن بين الأمن والانفتاح العلمي في ما يتعلق مجموعة فرعية صغيرة من النتائج العلمية. ذلك أن بعض المنشورات العلمية تحتوي على بحوث مزدوجة الاستخدام أجريت لأسباب مشروعة وفي إشراف مناسب لكنها قد تمكّن طرفا فاعلا خبيثا من إلحاق الضرر. وفي حين أن السياسات الحاليةالتي تنظمما يسمى بالبحوث المحفوفة بالأخطار، تتضمن توجيهات للإبلاغ عن النتائج في شكل مسؤول، يحدد خبراءالحاجة إلى سياسات نشر أكثر وضوحاً واتساقاً.