الانقراض البشري، والبطالة الجماعية، والغش في الامتحانات – هذه ليست سوى بعض المخاوف البعيدة المدى عندما يتعلق الأمر بأحدث التطورات في قدرات روبوتات الدردشة العاملة بالذكاء الاصطناعي. لكن القلق تحول في الآونة الأخيرة، نحو احتمال أن يتسبب روبوت الدردشة في بعض الأضرار الجسيمة في مجال آخر: تسهيل بناء سلاح بيولوجي.
تستند هذه المخاوف إلى حد كبير إلى تقرير وضعته مجموعة تعمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بالإضافة إلى شهادة في الكونغرس الأميركي أدلى بها داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي، "أنثروبيك". يجادل الاثنان بأن روبوتات الدردشة يمكنها أن تزود المستخدمين تعليمات ليهندسوا وراثياً مسببات للأمراض، مثل الفيروسات أو البكتيريات، وينتجوها. وفق هذا التفكير، يمكن لمستخدم شرير لروبوت للدردشة، متسلحاً بمعلومات كهذه، أن يصل إلى حد تطوير سلاح بيولوجي خطير ونشره من دون الحاجة إلى أي تدريب علمي.
التهديد خطير فعلا
التهديد هنا خطير، يمكن لروبوتات الدردشة بالفعل تسهيل العثور على المعلومات العلمية ذات المستوى التقني الرفيع وتفسيرها. في الوقت نفسه، ينظر واضعو السياسات في أهداف الولايات المتحدة الأوسع في ما يخص الأمن البيولوجي والتكنولوجيا البيولوجية، وسيكون من المهم التنبه إلى أن المعرفة العلمية يمكن الوصول إليها بسهولة بالفعل مع روبوت للدردشة أو من دونه.
هذه المعرفة، ولا سيما عبر الإنترنت، متوافرة بالفعل للمتعلم المهتم. ويكون هذا عادة لسبب وجيه: تستطيع العلوم المفتوحة والشفافة التي يمكن الوصول إليها، أن تدفع التقدم في التكنولوجيا البيولوجية والطب. ويمكن التعليم والتواصل أن يُحدثا فرقاً حقيقياً عندما يتعلق الأمر بمحو الأمية العلمية الأساسية وزيادة المشاركة في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.