ما حدث يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان حدثا كبيرا سيؤدي على الأغلب لنتائج هامة. وبعيدا عن الحدث ذاته- معناه وكيفية حدوثه- دعونا ننظر فيما ترتب عليه؛ فقد ترتب عليه أولا، انهيار استراتيجية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أو الاستراتيجية الإسرائيلية المتعلقة بغزة و"حماس" وبمجمل القضية الفلسطينية، والتي تمحورت حول المحافظة على الانقسام وتشجيع وجود نظام في غزة تحت سيطرة "حماس" وآخر في الضفة الغربية تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية كطريقة لتفادي الحل السياسي الجاد للصراع، أي لتفادي دولة فلسطين.
وترتب عليه، ثانيا، انهيار نظرية نجاح استخدام القوة فقط لقمع الطموحات الوطنية الفلسطينية وإنهاء إمكانية تحقيقها على أساس التفوق الكاسح للجيش الإسرائيلي الذي يسمح باستخدام القوة بنجاح كما يريد ووقتما يريد زعماء إسرائيل.
وترتب عليه، ثالثا، انهيار نظرية تفادي قضية فلسطين وتعويض ذلك بالعلاقة مع بعض الدول العربية باعتبار أن هذه العلاقة "الطبيعية" ستحقق لإسرائيل ما تريده من المنطقة وستغنيها عن الخيارات الصعبة للتعامل مع الشأن الفلسطيني وحل الصراع مع الشعب الفلسطيني.
إضافة لما سبق، ستكون هناك نتائج شبه فورية لما حدث، والحرب التي شنتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وستتضمن هذه ظهور حكومة إسرائيلية جديدة (من دون بنيامين نتنياهو)، وقيادة فلسطينية جديدة، و"حماس" جديدة.