مع تأثير التضخم على الأسواق وأسعار الفائدة الدولية لأكثر من عام، فإن توقعات التضخم لا تزال في خانة عدم اليقين. على الرغم من ذلك، يتوقع صندوق النقد الدولي أن تقدم معظم الاقتصادات المتقدمة على خفض أسعار الفائدة تدريجياً بحلول منتصف عام 2024.
اعتمادا على بيانات استشراف آفاق الاقتصاد العالمي انطلاقا من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وضع صندوق النقد الدولي توقعاته لأسعار الفائدة الأساسية المتوقعة من المصارف المركزية لأربعة اقتصادات رئيسية في 2024. وكانت أسعار الفائدة قد ارتفعت منذ عام 2022 في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بما لا يقل عن 4 نقاط مئوية. وفي عام 2023، استمرت أسعار الفائدة في الارتفاع بوتيرة أبطأ، ومن المتوقع أن تصل إلى ذروتها في بداية عام 2024. كذلك، على سبيل المثل، من المتوقع أن يرفع الاحتياطي الفيديرالي أسعار الفائدة بنحو 5,4 في المئة قبل الشروع في خفضها في الربع الثالث من عام 2024.
من جهة أخرى، أبقت اليابان أسعار الفائدة عند صفر في المئة أو أقل قليلاً منذ عام 2016. وقد عانى الاقتصاد الياباني على مدى العقود القليلة المنصرمة من ضعف الطلب الاستهلاكي. وهناك مخاوف من أن يؤدي رفع أسعار الفائدة إلى عرقلة التعافي الاقتصادي أو تأخيره على المدى الطويل.
وسيعتمد خفض أسعار الفائدة في المستقبل إلى حد كبير على ما إذا كان التضخم في الدول المعنية سيستمر في الانخفاض. ومن الممكن أن تؤدي التطورات الكبيرة على الساحتين الإقليمية والدولية، مثل حرب غزة، إلى تعطيل الأسواق العالمية وإرغام البنوك المركزية على تغيير مسارها.