يشتهر الروائي البريطاني روس رايسين بحكاياته الآسرة عن الحياة الريفية واستكشافاته المؤثرة للعلاقات الإنسانية. ولد في يوركشاير عام 1979، وقد أثرت نشأته الريفية بصورة كبيرة على كتاباته، مما أعطى أعماله إحساسا غنيا بالمكان. يحظى رايسين بتقدير كبير في الوسط الأدبي البريطاني، وقد حصل على العديد من الجوائز الأدبية، بما في ذلك إدراجه في القائمة القصيرة لـ"جائزة غارديان" للكتاب الأول و"جائزة جون لويلين ريس" التذكارية. في عام 2013، اختير واحدا من أفضل الروائيين البريطانيين الشباب في مجلة "غرانتا"، وهي قائمة تجمع مرة كل عقد.بدأ رايسين رحلته الأدبية في "كينغز كوليدج" بلندن حيث درس الأدب الإنكليزي. وتابع دراسته للحصول على درجة الماجستير في الكتابة الإبداعية في جامعة لندن، حيث صقل قدرته الإبداعية. وسرعان ما جعلته روايته الأولى، "وطن الله"، التي نُشرت في 2008، نجما أدبيا.تتميز أعمالهبالشخصيات المعقدة التي تعاني من الاضطرابات الداخلية والحياة القاسية. "المجلة" أجرت معه هذا الحوار.
ناقشت في روايتك الأخيرة، "الجوع"، فكرة ما هو ظاهر وما هو مخفي في حياة البطلة أنيتا، هل ترى أن هذه الفكرة ربما تكون قصتنا جميعا؟
إنها إحدى الصفات الفريدة للكتابة السردية التخييلية التي تسمح للقارئ بأن يكون طرفا في ما تحمله الشخصية في داخلها، على انفراد، وكذلك في أدائها العام لذاتها. وهذا أحد الأسباب التي تجعل قراءة الروايات تجربة في التعاطف، بطريقة مختلفة عن تلك التي نختبرهاأثناء تناول القهوة مع صديق. فمع الصديق يمكنك الاستماع ويمكنك الرد ولكن لا يمكنك معرفة ما يفكر فيه حقا. تأخذ رواية "الجوع" هذه الفكرة إلى أقصى حدّ، إذ تتبع الرواية أفكار أنيتا بدقة. وقد تعمّدت التخلص من أسلوب السرد التقليدي بضمير المتكلم إلى السرد "للخارج"، بصوت واضح، وهكذا، فإن محتوى هذه الرواية بالكامل هو أفكارها وعواطفها. وكجزء من هذه الفكرة، فإن إحدى تقنيات السرد التي أستخدمتها، ويدهشني أنه لم يلاحظها أحد بعد، هي تعمّدي إزالة الكلمة التي من شأنها أن تجعلها تعبيرا عن الذات: هذه رواية بضمير المتكلّم لم أستخدم فيها البتة ضمير المتكلم.