مع قرب دخول الحرب على غزة شهرها الرابع، بكل ما حملته من عدوان واجتياح وحشي وتململ غاضب في الضفة الغربية، فإن الإقليم- كما العالم- صار أمام استحقاق متأخر بوضع حل نهائي للأزمة التاريخية في الشرق الأوسط، المكلوم بأزماته العنقودية المتوالية.
ومنذ الساعات الأولى لأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول، تحولت غزة إلى بؤرة الاهتمام في المنطقة والعالم. ومن تلك النقطة بدأت عواصم عربية محددة في استقطاب الانتباه بصورة مكثفة، ليس لأنها مرتبطة بالأحداث وتفاعلاتها وحسب، ولكن لارتباطها بالمرحلة اللاحقة التي ستتبع وقف إطلاق النار وأي ترتيبات مرتبطة به، في إقليم لا تزال فيه حروب باتت منسية لكنها حاضرة والقتل اليومي فيها مستمر ويفضي إلى مآلات مؤجلة من استحقاقات لا يرغب فيها أحد، وتشابكات تطل برأسها من زاوية التدخل والهيمنة عبر وكلاء حروب وميليشيات متحركة للقتل والتدمير.
ومن بين كل العواصم المعنية تبرز العاصمة الأردنية عمّان بوصفها الأكثر تعرضا للتهديد مما يحدث على المستوى الاستراتيجي، ولأنها كانت قد توقعت أوضاعا متفجرة في الضفة وحذرت طويلا من ذلك، فكانت العاصمة الأعلى صوتا والأكثر كثافة في الحضور.
مؤتمر دولي
آخر الأوراق المطروحة على تلك الطاولات الخلفية في الإقليم، فكرة مؤتمر دولي يبدأ الآن، متواصل وموصول بثلاثة انعقادات متتالية متفق عليها مسبقا بالتواريخ وبالتراتب، وهو آخر الحلول المطروحة من تيار فلسطيني ثالث خارج عن نسق السلطة الفلسطينية الحالية وليس من طرف "حماس" و"الجهاد الإسلامي".