لطالما اشتهرت بيروت بكونها واحدة من أبرز عواصم السياحة في الشرق. ويعد السهر تراثا لبنانيا عريقا، وقد نجح لبنان دوماً في تجاوز الحروب وآثارها، والتغلب على الأزمات السياسية التي لا تنفك تستولد نفسها، وتحول دون تطور القطاع السياحي الحيوي، وأحد الشرايين الأساسية في الدورة الاقتصادية.
ترتكز الدورة الاقتصادية اللبنانية على عمودين أساسيين: التدفقات المالية للعملات الأجنبية وقطاع الخدمات. ويعتبر القطاع السياحي وضمنه المطاعم والملاهي من أهمها، حيث تتنوع أنماط السهر وأنواعه وأشكاله؛ من الحانات والملاهي الليلية وعلب الموسيقى الإلكترونية الصاخبة لمحبي الرقص والصخب، الى الموسيقى الشرقية والحفلات الغنائية لمحبي الطرب، وصولا الى الأمسيات الهادئة للباحثين عن الهدوء ترويحا عن أنفسهم بعد عناء يوم عمل طويل.
تأثر هذا القطاع بالأزمة الاقتصادية والمعيشية التي يعاني منها لبنان منذ خريف 2019، ولا سيما بعد انهيار القطاع المصرفي والليرة وانفجار مرفأ بيروت وجائحة كوفيد 19. لكنه بقي محافظاً على وهجه معتمداً على عشق الشعب اللبناني في غالبيته للسهر مهما كلف الثمن. وفي الموسم الصيفي، نجح قطاع الخدمات بكل فئاته، خصوصا السهر، في تحقيق قفزة نوعية فاقت التوقعات.
بيد أن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وارتدادتها على الحدود اللبنانية الجنوبية، وجهت ضربة قوية الى النهضة الوليدة، وجعلت القطاع السياحي يترنح نسبياً بعد جرعة الأوكسيجين الصيفية الأخيرة، ومن ضمنه قطاع السهر، وإن كان يبدو أقل تأثراً.