بيروت: ليس سهلا التعامل مع مثقف ومبدع معني بكل ما يحدث في العالم من حوله، مشغول بما مضى ومتربص للآتي، حاسم يحمل قضاياه الخاصة والعامة أينما حل، ولا سيما قضايا الإبداع والنشر، مثل الشاعر والناشر خالد المعالي.
لمناسبة صدور مجموعته الشعرية الجديدةـ "رعويات صنين وقصائد أخرى"، ومرور 40 عاما على انطلاق "منشورات الجمل" التي يديرها كان لنا معه هذا الحوار.
الشاعر والمترجم والناشر، ثلاث شخصيات تتقاطع وتتباعد، أين تجد نفسك اكثر حرية؟
في الشعر اولا وفي الترجمة ثانيا، فكتابة الشعر عمل حر وفردي وكذلك الترجمة (في مثل حالتي) هي عمل حر وانتقائي لأنني أترجم إلى العربية القصائد أو النصوص النثرية القليلة التي أحب، أما بالنسبة إلى النشر فهناك آليات أخرى وهموم كثيرة مرتبطة بالجدوى الإقتصادية تفرض شروطها على عملي كناشر. دار النشر لن تستمر دون أن نهتم بالحالة الاقتصادية، على الرغم من أنني أغامر، وفي أحيان كثيرة لا أبالي إنما أحاول أن اساير هذه وتلك.
الترجمة
كيف تختار ترجماتك؟ وكيف تختار الكتب التي تنشرها؟
لم ألبِّ طلبا لشخص او مؤسسة بأن اترجم عملا معينا أو كتابا ولم أستطع أن أترجم ما لا يعجبني، وطبعا لم أترجم كل ما يعجبني، فالوقت لا يتسع لذلك.
ولأني كاتب، وقد أجبرتني الظروف على أن أكون ناشرا، ولأني قارئ جيد في الأصل، أقرأ كل شيء... صارت حاستي مضاعفة إزاء الكتب والكتّاب من كل حدب وصوب، ليس في اللغة العربية فحسب وإنما في اللغات الأخرى أيضا. هذه المتابعة تجعل كل واحد منا يعرف كيف يختار كتبا حيّة حقيقية تفتح آفاقا للقراء، وتقدم فهما جديدا ولا تعيد ما صيغ سابقا.