انتهت انتخابات مجالس المحافظات في العراق، هذه الانتخابات التي شكك كثيرون في إمكانية إجرائها، تمت من دون معرقلات ولا حوادث أمنية، عدا بعض المشاكل التقنية في التصويت الخاص لمنتسبي القوات الأمنية والنازحين. ولم تختلف هذه الانتخابات عن انتخابات مجالس المحافظات السابقة إلا في ثلاثة مظاهر رئيسة، أولها مقاطعة "التيار الصدري" لها، وثانيها إجراء انتخابات مجلس محافظة كركوك بعد أن توقفت الانتخابات فيها قبل 18 عاما. أما المظهر الثالث فهو تصدر النتائج قوائم يترأسها محافظون وليس الأحزاب وقوى السلطة المتنفذة.
ومن بين القضايا التي ثبتتها هذه الانتخابات، ما يمكن وصفه بالتحايل على نسبة المشاركة في الانتخابات من خلال المغالطات الرقمية، والتي تم احتسابها على أساس من يملكون البطاقة الانتخابية، وهو استلاب واضح لحقوق المواطنين من أجل تجميل صورة الطبقة الحاكمة والتي بدأت شرعيتها السياسية بالتناقص؛ إذ كيف يمكن حصر نسبة المشاركة بـ 16 مليون ناخب، في حين أن من لهم حق المشاركة يتجاوزون 23 مليون مواطن!
أزمة التمثيل
لم تكن المفاجأة في فوز قوائم المحافظين في البصرة وكربلاء وواسط بحد ذاته، وإنما تصدرهم القوائم المتنافسة؛ ففي البصرة حققت قائمة المحافظ أسعد العيداني فوزا كاسحا يمكّنه من الحصول على منصب المحافظ ورئيس مجلس المحافظة، من دون الحاجة إلى التحالف مع القوى الأخرى الفائزة. أما محافظا واسط وكربلاء فبعد أن تمكنا من الحصول على صدارة القوائم المتنافسة، فسيكون لهما اليد الطولى في التحالفات التي تعيد توزيع المناصب العليا في مجلس المحافظة والمحافظ.
عدا فوز قوائم المحافظين في تلك المحافظات الثلاث، لا توجد مفاجأة في نتائج الانتخابات؛ ففي المحافظات الوسطى والجنوبية تنافست القوى التقليدية في ظل غياب "التيار الصدري" عن المشاركة. وكان التنافس على تصدر القوائم الفائزة ينحصر بين قائمة "دولة القانون" التي يتزعمها نوري المالكي، وتحالف "نبني" الذي يتزعمه هادي العامري.