-
لماذا يحضر الخط العربي في بعض لوحاتك، مع العلم أنه نادر الوجود في لوحات الفنانات؟
درست اللغة العربية، وأحببت قراءة الروايات والشعر، اقتربت من ألواني، حتى أصبحت لوحتي جزءا من روحي، أفضي لها بأسراري، فكانت بيننا قصص أكتبها، فترسمني بألف حكاية وحكاية.
-
يطغى اللون الأحمر على لوحاتك، فما سرّ علاقتك بهذا اللون؟
اللون الأحمر جاء بالصدفة، كنت في مرحلة التجريب، فإذا بالأحمر يمنحني جائزة أبها الثقافية، وتوالت بسببه الجوائز، جائزة الملون للخطوط السعودية، والمركز الأول لمسابقة الفنانات التشكيليات التابعة لوزارة الثقافة، وكان ذلك عام 2003. أغيب عنه، مسافرة نحو ألوان أخرى، ثم أعود إليه أكثر حنينا.
-
قلتِ ذات مرة "اللغة العربية صوتي لكن اللون هويتي" كيف تترجمين هذه العبارة في لوحاتك؟
اللوحة مدونتي وصوتي عند الصمت. واللون هويتي أو روحي الداخلية المنطلقة نحو التفاؤل، والتحدي، والصبر، وحب الحياة.
-
ما الذي تريدين التعبير عنه، عند رسم الوجوه الطفولية في لوحاتك؟
قد تكون ذكريات طفولة غادرتني قبل أن أعيشها كاملة، فرسمتها لأظل بها طفلة. تلك الطفلة التي كانت تضحك من قلبها عندما ترسم لوحة جميلة.
-
وصفت نفسك بأنك لست كتابا مفتوحا، هل تعتبرين لوحاتك أيضا مساحات يكتنفها الغموض؟
على الرغم من البساطة في شخصيتي، إلا أنني أغوص عميقا في أفكاري. لا أرضى بالسهل. أتحدّى ذاتي وأقترب منها، أعرف مواطن قوتها وضعفها، فأعمل على حمايتها، بأن أحتفظ بالكثير من أسرارها في قلب اللوحة، فتصبح مع مرور الوقت ذكرياتي التي لا يعرفها سواي.
تنوع فني
-
درست فنون الحفر والغرافيك في لندن، ما مدى حضورهم في أعمالك؟
بين أوراقي، خبأتُ قصص الحفر، حتى أني فعلا نسيتها، ولكن حين أعود إلى الوراء تقفز بقوة لذاكرتي. أسترجع صور المطر والضباب، وصوت الريح ومعطف يحتمي من رعشة البرد بحقيبة ممتلئة بالأوراق والأصباغ والمجلات الفنيّة. فتنتُ بعوالم الطباعة والحفر على الزنك، وتتبعت تاريخها. اشتريتُ مكبسا لأنقل هذا الفن لأطفال مرسمي. حاليا توقفت عن الحفر، فالتعامل مع الأسيدات (الحمضيات)، مضر بالصحة. وعوّضت عنها باستخدام الصور وطباعتها باستخدام وسائط أخرى، أعطت نتائج أفضل وأسرع مما كنت أستخدمه سابقا.
-
ترسمين لوحات بمساحات صغيرة وأخرى بمساحات كبيرة، ما خصوصية التعامل مع كل مساحة؟
المساحات الواسعة، حرية ممتعة. أستمتع بها. حين أنتهي من رسمها، أتأملها فأجد جزئيات مرسومة لم أقصدها، وكأن اللوحة رسمتني لتفاجئني بما لا أتوقع. فاللوحة الكبيرة مفاجآت تشعرني بالفرح. وحين أنتهي من رسم لوحة كبيرة، أتعمد أن ترتاح أصابعي في رسم لوحات صغيرة، كتغيير لنمطية رسوماتي التشكيلية ومقاساتها. ولكني أتورط بها، فاللوحة الصغيرة تأخذ مني جهدا نظرا لدقّة تفاصيلها.
-
متى تحدث النقلات في تجربتك الفنية؟
التجارب الفنية بالنسبة إليّ متسلسلة، تطور ذاتها فأتطوّر معها. كلانا لا نكتفي، ونطمح إلى مزيد من التمييز.
-
ما الهاجس الفني الذي يجعلك تستمرين في تقديم الجديد؟
كما قلتُ سابقا لا أكتفي. من أهم سمات شخصيتي حبّها للتعلّم والتطور والتجديد. أملُّ إن حملت لوحاتي شكلا ولونا واحدا. لذا أبحث في ذاتي، وأسافر رغبة في رؤية المزيد من الفن. أقرأ الكتب، وأجرّب. أخفق، أنجح، المهم أن تستمر فرشاتي في الرسم.