راج في الأوساط السودانية بشكل مكثف في الأيام الماضية، احتمالية انعقاد لقاء مباشر بين قائدي الفصيلين المتحاربين، الجنرالين برهان وحميدتي، تحت رعاية "الإيغاد" (الهيئة الإقليمية للتنمية) في جيبوتي. وبقي الأمر يتأرجح بين التأكيد والنفي. لكن هل حصول لقاء بينهما ينهي "حرب الجنرالين"؟
كان الاتحاد الأفريقي و"الإيغاد" قد أعلنا منذ بدء اندلاع الحرب عن فحوى مبادرتهما لعقد اجتماع مباشر بين الجنرالين كمنصة مباشرة للتباحث حول وقف الحرب. وتلى ذلك تكوين الآلية الثلاثية لـ"الإيغاد" والتي ضمت رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي. ولاحقا تحولت الآلية إلى رباعية بإضافة الرئيس الإثيوبي إليها.
مرت "مبادرة الإيقاد" بمراحل عدة من الشد والجذب، إذ تغيرت رئاستها من جنوب السودان إلى كينيا، وهو الأمر الذي أثار كثيرا من التحفظات عليها من جانب الحكومة السودانية التي شككت في حيادية الرئيس الكيني واتهمته بالانحياز، وبأنه أقرب لدعم مواقف ميليشيا "قوات الدعم السريع".
وصدرت عن مساعد القائد العام للجيش السوداني (ياسر العطا) اتهامات صريحة وعدائية ضد كينيا في الإعلام، ولكن لاحقا قام القائد العام للجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بزيارة كينيا ولقاء الرئيس وليام روتو يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وهو ما يبدو أنه طبع العلاقة مع مبادرة "الإيغاد".
اقرأ أيضا: دوامة الحرب في السودان... إلى أين؟
وتناولت الزيارة بحسب البيان الرسمي الصادر عن الجانب السوداني (ضرورة عقد قمة طارئة لرؤساء "الإيغاد" ووضع إطار لحوار سوداني شامل لا يستثني أحدا). وبالفعل انعقدت قمة "الإيغاد" في جيبوتي يوم السبت 9 ديسمبر/كانون الأول 2023 بحضور البرهان. وتواتر عن مداولاتها أن البرهان وافق خلال أعمال القمة على عقد لقاء مباشر مع حميدتي للتباحث حول كيفية التوصل إلى حل ينهي أزمة الحرب المشتعلة في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023.
وفي أعقاب القمة، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا احتجاجيا على البيان الصادر عن سكرتارية "الإيغاد" لعكس مداولات ومخرجات القمة، وقالت الخارجية السودانية في بيانها إن بيان "الإيغاد" لا يمثل ما خرجت به القمة، وأن السودان غير معني به حتى تقوم رئاسة "الإيغاد" وسكرتاريتها بتصحيح ذلك.
وجاء بيان الخارجية السودانية مليئا بالمغالطات الشكلانية ولكن النقاط الأكثر بروزا فيه كانت احتجاجها على الإشارة إلى مشاركة وزير الدولة بوزارة خارجية دولة الإمارات العربية في القمة، إذ إن ذلك لم يحدث بحسب روايتهم، ومطالبتها حذف الإشارة إلى عقد رؤساء "الإيغاد" مشاورات مع وفد ميليشيا "الدعم السريع" باعتبار أن البرهان وهو أحد رؤساء "الإيغاد" ولم يشارك أو يسمع بالمشاورات التي جرت.