شنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية ضد الحوثيين في اليمن. وحذر الرئيس جو بايدن من إجراءات أخرى في حال واصل المتمرّدون مهاجمة سفن في البحر الأحمر. وذكر بايدن بأن الضربات أعقبت 27 هجوما "غير مسبوق" على سفن في الممر البحري الدولي "بما في ذلك استخدام صواريخ بالستية مضادة للسفن للمرة الأولى في التاريخ".
وأفاد كبار المسؤولين الأميركيين بأن بايدن شعر بأنه مجبر على التحرّك بعد هجوم حوثي كبير في التاسع من يناير /كانون الثاني عندما اضطرت القوات الأميركية والبريطانية لإسقاط أكثر من 20 صاروخا ومسيرة. إلا أن مسؤولا رفيع المستوى في إدارة بايدن قال للصحافيين إن الضربات كانت "كبيرة" وتشير التوقعات إلى أنها "ستضعف بشكل كبير قدرات الحوثيين". لكن لم يتضح بعد، إن كانت ستردع الحوثيين على المدى البعيد.
ما حدث في البحر الأحمر؟
يؤدي استمرار هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى تفاقم خطر الصراعات والاضطرابات الكبيرة المحتملة في التجارة العالمية. ولوقف الهجمات المستقبلية ومنعها بشكل فعال، يجب أن تتجاوز الإجراءات مجرد تشكيل قوة عمل بحرية جديدة للقيام بدوريات في المنطقة.
يشهد البحر الأحمر حاليا موجة من الأعمال العدائية يقوم بها الحوثيون بدعم من إيران، حيث يشنون هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات دون طيار على السفن التجارية، مما يتسبب في أضرار هائلة ويعطل الملاحة لكثير من السفن. وقد أعلنت قيادة الحوثيين صراحة عن نيتها استهداف جميع السفن التي تدعم إسرائيل بهذا الشكل أو ذاك، إذا ما عبرت البحر الأحمر. ونتيجة لذلك، أوقفت شركة شحن الطاقة العملاقة "B.P" مؤقتا جميع عمليات العبور في البحر الأحمر. وتقوم شركات أخرى، بما في ذلك "ميرسك"، بإعادة توجيه مسار سفنها حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما يطيل زمن الرحلة أسبوعا على الأقل ويفرض تكاليف إضافية تتجاوز المليون دولار.
وتضطر سفن البحرية الأميركية والسفن البحرية الأخرى بشكل يومي تقريبا إلى استخدام أسلحة الدفاع عن النفس لمواجهة هجمات الصواريخ الحوثية والطائرات دون طيار. ويلوح في الأفق تهديد من الحوثيين بتصعيد تكتيكاتهم، باستخدام قوارب مسيرة دون بحارة، وألغام بحرية كتلك التي سبق استخدامها ضد السفن والبنية التحتية السعودية.
وعلى الرغم من القدرات الكبيرة التي تتمتع بها البحرية الأميركية، فإن الطبيعة القاسية والحجم الهائل لهذه الهجمات، خاصة على مساحة البحر الأحمر الشاسعة، تشكل خطرا عظيما. وإذا استمرت هذه الهجمات دون رادع، فهناك خطر كبير من أن تتجاوز الضربة الناجحة الدفاعات الأميركية، مما سيودي بالكثير من الأرواح ويعيق حركة التجارة العالمية الحيوية.
قضية على المحك
في عام 2021، انحرفت السفينة "إيفر غيفن" (MV Ever Given) بشكل جانبي في قناة السويس، ورأى العالم وشعر بالأثر المدمر على سلسلة التوريد العالمية نتيجة توقف تدفق التجارة لمدة تقل عن أسبوع. ومع مرور 12 في المئة من التجارة العالمية عبر قناة السويس، قدرت عدة مصادر حجم التأثير الاقتصادي لإغلاق قناة السويس بأكثر من 10 مليارات دولار يوميا.