عندما اجتمع قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الدوحة، في الخامس من ديسمبر/كانون الأول 2023، بدا أن الأحداث المروعة في غزة قد طغت على المداولات. لكن هل كان هناك بحث حول القضايا الاقتصادية خلال الاجتماع أو الاجتماعات التمهيدية التي سبقت لقاء القمة؟ لا شك في أن مسائل الاتحاد الجمركي وتطبيقات اتفاقية السوق الخليجية المشتركة قد طرحت. كيف يمكن أن تنجز هذه الأمور من دون تعقيدات وهي مسائل ذات أهمية للتكامل الاقتصادي الخليجي؟
الاتحاد الجمركي
اعتمد الاتحاد الجمركي الخليجي في القمة الثالثة والعشرين التي عقدت في ديسمبر/كانون الأول 2002 في قطر، وتقرر تطبيق نظام الوحدة الجمركية اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2003. كما اعتمد نظام الاتحاد الجمركي على تعرفة جمركية موحدة للسلع المستوردة من خارج حدود دول مجلس التعاون الخليجي. كذلك يقوم النظام على أساس نقطة دخول واحدة بحيث لا يجوز تطبيق أي ضرائب جمركية أخرى بعد تلك النقطة. يضاف إلى ذلك انتقال السلع بين دول المجلس من دون قيود جمركية أو غير جمركية، ووجوب معاملة أي سلع ومنتجات من أي دولة خليجية كمنتجات وطنية في أي من دول المجلس. كما تم تحديد نظام تحصيل الرسوم الجمركية وكيفية توزيعها بين الدول ذات الصلة.
أكدت القمة الخليجية الأخيرة تطبيق نظام الوحدة الجمركية وأهمية مضاعفة الجهود لاستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي والانتهاء من تحقيق السوق الخليجية المشتركة. ويشير بيان القمة إلى أن هناك تباطؤاً في تحقيق الاتحاد الجمركي كما نصت عليه القرارات التي اعتمدت في القمم السابقة.
لا بد من أن الأنظمة البيروقراطية في الدول الخليجية لا تزال بعيدة عن الكفاءة المطلوبة بما يعزز عملية التوحيد في الأنظمة الجمركية وغيرها من أنظمة ذات صفة اقتصادية. ربما تقوم هذه الأجهزة بدورها المنشود لإنجاز الاتحاد الجمركي لأهميته ولحجم التجارة الخارجية التي تربط دول الخليج بالعالم، وكذلك لأهمية تعزيز التجارة البينية بين دول المجلس.