في الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هدد الحوثيون في اليمن باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وبعد عدة أيام نفذ الحوثيون تهديدهم وقاموا بالاستيلاء على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، واقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامنا مع "الفلسطينيين في قطاع غزة" بحسب زعم المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع.
لاحقا، وتحديدا في التاسع من شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي، أعلن الحوثيون في اليمن عزمهم منع مرور السفن المتجهة إلى إسرائيل أيا كانت جنسيتها، محذرين في الوقت نفسه "جميع السفن والشركات من التعاملِ مع الموانئ الإسرائيلية"، وهو موقف أكد عليه زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يوم التاسع عشر من ديسمبر/كانون الأول الحالي، مهددا أن جماعته ستشتبك مع القوات الأميركية إذا حاولت الأخيرة منعها بالقوة من تحقيق أهدافها.
ولا شك أن تصعيد الحوثيين لإجراءاتهم ضد إسرائيل يتماشى مع ما قاله عبد الملك الحوثي يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول، عندما أعلن في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة أن جماعته ستضرب إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة، مضيفا أنه سيكون هنالك تدرج في المواجهة مع إسرائيل متفق عليه مع "محور المقاومة" قائم على عدد من الخطوط الحمراء، منها ما يتعلق بتطورات المعركة على الأرض في غزة، ومنها ما يتعلق بالتدخل الأميركي المباشر في الحرب، وهو ما يعني أن تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر سيستمر إلى أن تتوقف الحرب.
لقد نفذ الحوثيون تهديدهم واستهدفوا اثنتي عشرة سفينة كانت في طريقها لإسرائيل، مما اضطرها لتغيير وجهتها. ووفقا لما أورده موقع "بلومبرغ"، فإن هناك أكثر من 180 سفينة شحن إما أنها قامت بتحويل طريق سيرها باتجاه رأس الرجاء الصالح بدلا من البحر الأحمر، وإما أنها وجدت ميناء قريبا ورست عليه إلى حين انتهاء الأزمة في البحر الأحمر.