كشف الهجوم الاسرائيلي على غزة، أن القضية الفلسطينية شبه غائبة عن الوجدان الشعبي الإيراني، وأنها تكاد لا تحظى بأي نوع من التعاطف، لدى الرأي العام المعارض، وينسحب هذا الأمر على جزء غير قليل من الموالين؛ فقد حظيت إسرائيل بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول بمزيد من التأييد والتعاطف لدى الغالبية العظمى من المعارضين في الداخل والخارج، فأعلن معارضون في الخارج أفرادا ومجموعات، عن تعاطفهم غير المشروط مع إسرائيل، وأطلقوا حملات افتراضية لدعم الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وعلى صعيد الداخل، تكشف صور منشورة على الشبكة العنكبوتية، طلابا إيرانيين يتجنبون الدوس على العلم الإسرائيلي، أثناء دخولهم إلى جامعاتهم، وأخرى لشبان يهتفون ضد فلسطين خلال مباراة في كرة القدم، وإعادة إحياء شعار "لا غزة لا لبنان... روحي فدا لإيران" حقيقة ما وصل إليه المزاج الشعبي الإيراني.
ويرى المعارض الإيراني آراز تبريزي أن "ردود الفعل هذه، لا ترتبط بشكل مباشر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل إن غايتها مناكفة النظام الإسلامي، فالشعب الإيراني لم يعد يرغب في تقديم نفسه كجزء من النظام، ويسعى إلى خلق مسافة بعيدة عنه، على حساب أي حق".
وعلى صعيد السلطة، منذ اللحظات الأولى للعملية، نفت أي تورط في عملية "طوفان الأقصى"، والمستغرب أن طهران لم تشهد مظاهرة دعم واحدة لغزة، رغم مرور أكثر من سبعين يوما على العدوان، علما أن موالين أقاموا احتفالا عفويا بعد ساعات على العملية، كما شهد عدد من المدن المركزية، وقفات خجولة بعد صلاة الجمعة، وبطلب من قادة النظام، لكن ذلك، للمفارقة، لاقى سيلا من الانتقادات والاعتراضات من شخصيات داخل النظام نفسه، دعت إلى الاستجابة لمتطلبات الشعب الإيراني، وعدم إقحام البلاد في شأن خارجي معقد، يؤدي إلى تفاقم أزمتها الاقتصادية وعزلتها الدبلوماسية وربما يستجلب الاعتداء.