تشابه خارطة القوى السياسية السنيّة العراقية، تضاريس منطقة صحراوية تنتشر فيها الكثبان الرملية. إذ إن من يرصد الحراك داخل النخبة السياسية السنيّة سيلحظ كم من التحول في المواقف والانشقاقات وتفكك التحالفات، قد حصل داخل تلك الكتل والكيانات، ولعل تلك الظاهرة لا تنفرد فيها القوى السنيّة فحسب، ولكنها تتميز بها أكثر من غيرها.
رغم تطور السلوك السياسي للقوى السياسية السنيّة، بعد انتقالها من مرحلة الرفض والمقاطعة للعملية السياسية التي تشكلت بعد 2003 إلى المشاركة الفاعلة. إلاّ أنها لم تتمكن من تقديم نموذج سياسي يختلف على مستوى الخطاب والمواقف عن القوى السياسية التي تشاركها تقاسم السلطة.
إذ في الوقت الذي تتعالى أصواتها بنقد التوافقية في الحكم، وعدّها الخطيئة الكبرى في النظام السياسي، إلا أنها تتقاسم المناصب العليا ومؤسسات الدولة باعتبارها حصة المكون السنّي! ولذلك، باتت لا تختلف عن شركائها الشيعة والكرد في نقد نظام الحكم ومحاولتهم تبرئة أنفسهم من الفشل والفساد والفوضى الذي أنتجته ممارستها للسلطة.