غزة: في الحروب، تزداد معاناة المدنيين، وتتفاقم أشكال تعرضهم للإيذاء، وخلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي لا تلوح نهايتها في الأفق، تعاني المرأة الفلسطينية مستويات غير مسبوقة من الخطر الجسدي والنفسي.
وقد دفعت المرأة الفلسطينية خلال هذه الحرب أثمانا باهظة، وتكبدت خسائر غير عادية، فما يناهز الخمسة آلاف امراة من الغزيات قتلن خلال هذه الحرب، وأصيبت آلاف يصعب تقديرها بصورة واضحة، إصابات الكثير منها يصل إلى حدّ الإعاقة الدائمة. فلم تعد البيوت التي يلذن بها في مثل هذه الأوقات العصيبة، تحميهن من الوقوع فرائس الصواريخ الإسرائيلية التي لم تتوقف عن التساقط على كامل قطاع غزة دون تمييز بين أهداف مدنية وأخرى عسكرية.
انتهاكات صارخة
بالإضافة إلى وقوعهن ضحايا لآلة القتل الإسرائيلية، لم تسلم النساء من الانتهاكات الصارخة بحقهن من قبل جنود الاحتلال، فعدد كبير من السيدات خضع للتحقيق خلال مداهمات الجنود لمدارس إيواء النازحين شمال قطاع غزة، ومدينة غزة، كما اعتقل بعضهن واقتيد إلى أماكن مجهولة. وعدد آخر منهن خطف بالقوة وأعدم أمام أطفالهن بدم بارد.
ومن النساء الغزيات، من تعرّضن بصورة أو بأخرى، إلى التحرش والعنف الجسدي والمعنوي، أو من خلال التلميح بالألفاظ الجنسية، بحسب ما روت إحدى السيدات من منطقة حي الزيتون، التي أخبرت قصتها، قائلة إنها تعرضت إلى تحرش جنسي من قبل الجنود أمام أحد أفراد عائلتها من الرجال، تمنت معها لو أنها لم تبق على قيد الحياة.