يتزايد عدد شركات الشحن البحري العالمية التي أعلنت تغيير مسارها، وتجنب المرور من باب المندب في البحر الأحمر، تفاديا للتحرشات العسكرية والرشق بالصواريخ والمسيّرات الانتحارية التي تنفذها "جماعات الحوثي" المدعومة من إيران، ضد السفن التجارية العابرة مضيق خليج عدن، في طريقها بين المحيط الهندي وقناة السويس، وهي الطرق المختصرة التي تؤمّن 40 في المئة من التجارة العالمية للسلع، و12 في المئة من إمدادات النفط المنقول بحرا، و8 في المئة من تجارة الغاز المسال، وفق الغرفة الدولية للملاحة للتجارية "ICS التي توقعت تضرر 30 في المئة من الإمدادات العالمية من السلع بسبب الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط.
الخروج من البحر إلى المحيط
وأعلنت شركة "ميرسك" الدانماركية التي تسيطر على 12 في المئة من نشاط الحاويات والشحن الدولي، أن أسطولها البحري قرر وقف كل رحلاته عبر باب المندب، بالنسبة إلى السفن المتجهة من قناة السويس واليها، وتغيير الطريق البحري في اتجاه السواحل الأطلسية الجنوبية. وقالت إن الهجمات التي تنفذها "جماعات الحوثي" تهدد امن السفن والعاملين في المنطقة.
وانضمت شركات أوروبية فرنسية وألمانية وبريطانية ونروجية مثل MSC ،Hapag-Lloyd ،CMA CGM، "أكوينور" النروجية، وشركة "بريتيش بتروليوم" إلى قائمة من متجنبي المياه اليمنية الخطيرة. وهي قررت تغيير المسار في اتجاه رأس الرجاء الصالح والمرور عبر المحيط الأطلسي جنوبا، والالتفاف على طول غرب القارة الأفريقية، وصولا إلى مضيق جبل طارق بين المغرب واسبانيا، وهي طريق بحري طويل، لكنه أكثر أمانا. في المقابل يتوقع أن تزيد مدة الإبحار من 4 إلى 11 يوما، وتُرفع تكلفة الشحن والتأمين، وربما تغيير بعض مواعيد التسليم، وفق مكتب الاستشارة رادولف ساعدي. وطلبت شركات الشحن من عملائها تفهم الأوضاع الاستثنائية.
وقالت "إنه قرار جيد ويكتسي أهمية بالغة لأمن التجارة العالمية" على الرغم من أن طول المسافة ستزيد 40 في المئة، ومعها تكلفة الوقود وأجور العاملين فوق السفن. وعلى سبيل المقارنة ستزيد رحلة سفينة تجارية من 6 إلى 12 يوما من ميناء سنغافورة إلى ميناء روتردام في بحر الشمال، بينما تعرج البواخر المتجهة إلى جنوب أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، في شبه دورة