كثفت إسرائيل منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة ضرباتها لمواقع الميليشيات الإيرانية، بما فيها "حزب الله"، في سوريا، وكذلك لمواقع عسكرية ومنشآت حيوية سورية. ووصل عدد الضربات إلى 34 ضربة أدت إلى مقتل 36 عنصرا نصفهم تقريبا من "حزب الله"، إضافة إلى تدمير 48 هدفا.
وتقول تل أبيب إن هذه الضربات هي رسائل تحذيرية لإيران وميليشياتها بأن لا تدخل في الحرب، ولدمشق بأن لا تشكل ممرا لنقل الصواريخ والأسلحة من إيران إلى "حزب الله".
جاء ذلك بعدما أعادت هذه الميليشيات، في أعقاب اندلاع حرب غزة، تموضع عناصرها من خلال تكثيف حضورها في منطقة الجولان، كما نقلت أسلحة ومعدات عسكرية إلى المنطقة، في محاولة للتلويح بإمكان تحريك هذه الجبهة الراكدة منذ اتفاق "فك الاشتباك" المبرم عام 1974.
وعلى الرغم من أن رسائل إيران وميليشياتها عبر الجولان اقتصرت على إطلاق قذائف هاون، فقد صعدت تل أبيب أخيرا من ضرباتها، خصوصا في منطقة "السيدة زينب" المعقل الرئيس لإيران وميليشياتها جنوبي دمشق، وكذلك في القنيطرة المحاذية للجولان. وركزت تلك الضربات على إيقاع خسائر بشرية في صفوف "حزب الله" وسائر الميليشيات الإيرانية، إذ قتل خلال الأيام القليلة الماضية خمسة قياديين للحزب وجنرالان من الحرس الثوري الإيراني، كما تعطلت الحركة في مطاري دمشق وحلب بشكل نهائي.
ووفقا لإحصاءات "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فإن إسرائيل- منذ الحرب على غزة- استهدفت الأراضي السورية 34 مرة، 14 منها عبارة عن استهدافات بقذائف صاروخية، و19 ضربة جوية، وضربة واحدة لا يعلم ما إذا كانت جوية أم برية.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 36 عنصرا عسكريا، ومدنيَين اثنين. والقتلى العسكريون هم 14 من الجيش السوري والمسلحين الموالين له، و17 من "حزب الله"، ومواطن سوري من الموالين لإيران، واثنان من الحرس الثوري الإيراني.
ودمرت الضربات الإسرائيلية نحو 48 هدفا، بين مستودعات للأسلحة ومراكز وآليات، كما تعرض مطار حلب الدولي للقصف 4 مرات خرج فيها عن الخدمة، ومطار دمشق الدولي مرتين خرج أيضا فيهما عن الخدمة.