الخرطوم- في صبيحة يوم الجمعة 16 ديسمبر/كانون الأول بدأت الوسائط تتناقل خبرا عن أصوات مدفعية ثقيلة ودوي انفجارات في المنطقة الشرقية لولاية الجزيرة، وبعد لحظات قليلة وردت أنباء مؤكدة بأن الجهة الشرقية من مدينة "ود مدني" عاصمة ولاية الجزيرة (186 كيلومترا جنوبي الخرطوم العاصمة)، وتحديدا في منطقة حنتوب، تتعرض لهجوم كبير من قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"؛ وسريعا كعادة هذه الحرب انتشرت صور ومقاطع فيديو للمواطنين الفارين من الأحياء الشرقية إلى أحياء وسط المدينة وآخرين مغادرين إلى مدن في ولايات مجاورة لم تصلها نيران قوات الدعم السريع بعد.
وبدأت تظهر في مقاطع أخرى السيارات المقاتلة محملة بجنود "الدعم" يتحركون من قرية إلى أخرى في الولاية، وتأكد أن فرقة قوات الاحتياطي المركزي التي تتبع لقوات الشرطة انسحبت من المعسكر إلى داخل المدينة. وكما قال شهود عيان فإن قوات الدعم السريع وضعت ارتكازات عسكرية في الطرق التي تربط مدينة مدني بقرى الجزيرة الأخرى من جهة الشرق، وعلى الفور حلّق طيران حربي يتبع للجيش السوداني في ولاية الجزيرة وعلى تخوم "ود مدني"، وبالتحديد في الجانب الشرقي من الولاية.
ولاية غير آمنة
وبقرار من لجنة أمن الولاية تم إغلاق الكباري المؤدية إلى غرب الجزيرة وجسر حنتوب الرابط بين مدني وشرقي الجزيرة وربما شرقي السودان، وعلى الرغم من أن أعداد القتلى والمصابين كانت محدودة مقارنة بمناطق أخرى في السودان، إذ لم تتجاوز أربعة قتلى ومثلهم من المصابين، إلا أن مدينة "ود مدني" وربما ولاية الجزيرة وبخاصة الأجزاء الشرقية منها التي تعرف بقرى شرقي الجزيرة، باتت في عداد المناطق غير الآمنة في السودان.